هجمة مرتدة

الهجرة والوطن

إلهام عبدالفتاح
إلهام عبدالفتاح

تبدأ اليوم سنة هجرية جديدة  .. كل عام ومصر والعالم الاسلامى بخير، ما يقرب من خمسة عشر قرنا من الزمان مرت على الهجرة النبوية الشريفة ومازالت ينابيع الخير فى هذه الهجرة المباركة تتدفق وتلهمنا الدروس والعبر.

كان اختيار التقويم الهجرى على عهد الخليفة عمر الخطاب رضى الله عنه وجاء بعد مشاورات مع كبار الصحابة رضوان الله عليهم واعتبرت السنة التى  هاجر فيها النبى صلى الله عليه وسلم  هى بداية التقويم الهجرى وذلك لعظم الحدث وتاثيره على  مصير الدعوة الاسلامية .

 على مر سنوات طويلة  قرأنا وتعلمنا  كل خطوة  من خطوات النبى  صلى الله عليه وسلم فى الهجرة ومع بداية كل عام هجرى  نتدبر المزيد من  الدروس والمعانى .

وهنا أستحضر من دروس الهجرة النبويه كم كان النبى صلى الله عليه وسلم محبا لوطنه مكه المكرمة شديد الحرص على البقاء فيها ولولا ما لقاه من اذى المشركين وحربهم الضروس على الاسلام والمسلمين ما تركها  ويظهر ذلك فى وداعه لبلده وهو يتأهب للخروج منها مع صاحبه أبى بكر وقال « والله إنك لأحب أرض الله إلى وإنك لأحب أرض الله إلى الله ولولا أن أهلك أخرجونى منها ماخرجت .»
وهذا الموقف لنبينا يؤكد أن حب الوطن هى فطرة تولد مع كل إنسان لا تتعارض مع التدين والايمان كما أراد تجار الدين والجماعات المتأسلمة أن يرسخوا ذلك فى عقول الناس ويجعلوا حب الوطن والدفاع عنه ضد الدين والعقيدة وما ذلك إلا مبرر للخيانة وبيع الاوطان والضمائر .

أحب النبى صلى الله عليه وسلم بلده وأهلها يحاربونه وعندما عاد اليهم منتصرا فاتحا لم يتردد  فى العفو عنهم وقال لهم جملته الخالدة  إذهبوا فأنتم الطلقاء .

حب الوطن  فرض بل هو جزء من العقيدة والدفاع عنه واجب مقدس.