رغم قسوة الحياة اليومية من متطلبات وتدبير احتياجات الأسرة، لكن يبقى بصيص أمل يرسل شعاعا من نور يقودنا إلى تحقيق المستحيل بالإرادة والتحدى والعزيمة التى تجعلنا نتغلب على جميع الصعوبات التى تواجهنا فى حياتنا.
كانت بالقرب منى تجربة فريدة من نوعها، شاب فى المرحلة الثانوية وخاصة الصف الأول الثانوى، تعرض لظروف أسرية صعبة كادت أن تعصف بمستقبله عندما أخفق فى تحصيل الدرجات العلمية التى تقوده إلى النجاح فى بعض المواد، على الرغم من أنه كان يتحصل على جميع دروسه الخارجية وتتحمل أسرته كافة تكاليف تعليمه من باص ومصاريف المدرسة الخاصة به بخلاف مصاريفه اليومية.
لكن وفاة والده المفاجئة كانت لها دلالات كبيرة على تعرض هذا الشاب لحالة نفسية سيئة خاصة أن حالة الوفاة حدثت قبل موعد الامتحانات بأيام قليلة، رفض الشاب كل طرق المساعدة الخارجية حتى تمر أموره بسلام خلال فترة الامتحانات، قرر أن يجازف ويعتمد على ما تبقى له من اتزان عقلى ووجدانى ودخل حلبة المنافسة لكن كانت النتيجة سلبية بالنسبة له.
تعرض لانتكاسة شديدة بعدما شهد زملاءه الأقل منه مستوى تحصيليا يحصلون على أعلى الدرجات - سواء بحق او بدون حق - خاض معركة نفسية صعبة على المستوى الشخصى وقرر الانتقام من الظروف، أغلق غرفته على نفسه ورفض الذهاب الى متابعة دروسه الخصوصية التى كبدت أسرته مبالغ مالية باهظة، عزيمته القوية وإرادته فى تحقيق حلمه تحققت وحصل فى التيرم الثانى على الدرجات النهائية فى معظم المواد وتفوق على جميع زملائه.
