نحن والعالم

أثرياء الجوائح

ريهاب عبدالوهاب
ريهاب عبدالوهاب

فى سابقة هى الأولى من نوعها اتخذ رئيس منظمة الصحة العالمية، تيدروس أدهانوم الاسبوع الماضى، قراراً منفرداً بإعلان «جدرى القرود» حالة طوارىءعالمية معارضاً آراء لجنة خبراء المنظمة الذين صوت غالبيتهم ضد القرار وذلك فى مخالفة صريحة لأعراف المنظمة .

 قرار أدهانوم فسره أصحاب النوايا الحسنة على انه محاولة مبكرة لجذب مزيد من الاهتمام والموارد للسيطرة على الفيروس بعد انتشاره فى 75 دولة، تفادياً لتكرار سيناريو «كورونا» الذى واجهت المنظمة بسببه اتهامات بالتقاعس والتواطؤ مع الصين، بمعنى انه آثر التعامل بمنطق «اللى اتلسع من الشوربة ينفخ فى الزبادى».

لكن فى المقابل يشتّم أصحاب نظرية المؤامرة رائحة لتضارب المصالح خاصة للأفراد والمنظمات والشركات التى يساهم بعضها فى تمويل منظمة الصحة العالمية، والذين حققوا مكاسب هائلة بسبب «سبوبة» اللقاحات.

فوفقاً لتقرير لمنظمة «اوكسفام» الدولية، فإن شركات الأدوية مثل «مودرنا» و»فايزر» كانت تحقق ربحًا قدره 1000 دولار كل ثانية من سيطرتها الاحتكارية على لقاحات فيروس كورونا والذى أفرز لنا فى عامين ونصف 40 مليارديرا جديدا فى مجال الأدوية، وفقاً للتقرير.

 والحقيقة ان عدد إصابات جدرى القرود حول العالم والتى لاتتجاوز 16 الف حالة (مع 5 حالات وفاة فقط) وصعوبة انتشاره التى تتطلب الاتصال الوثيق، وانحصاره تقريباً بين المثليين ومزدوجى الجنس لاترقى لتحويله لفزاعة تعود بنا لدوامة سباق اللقاحات من جديد.

لاننسى ان الفيروسات جزء من ناموس الكون وستظل باقية طالما ظلت البشرية قائمة، وانتشارها طبيعى طالما ان العالم بات قرية مفتوحة، وما عانيناه من جائحة كورونا لا يجب ان يتحول لفزاعة تجعلنا فريسة سهلة لأصحاب المصالح و«أثرياء الجوائح».