عاجل

عبدالله البصيص يكتب | الانتماء للجمال

عبدالله البصيص يكتب | الانتماء للجمال
عبدالله البصيص يكتب | الانتماء للجمال

ليس فى ذات الأدب والفن نزعة عنصرية، أو شوفينية، أو حتى ميول لوضع الآخر فى مرتبة أقل؛ لكن هناك أعمال تنزلق فى دهاليز العنصرية بسبب ميول الكاتب أو الفنان، وتعبر عن حالة ذاتية لا تُأخذ على حقيقة هذه الفنون. فالفن والأدب للعالم كله، حتى لو كانت المواضيع خاصة فى قومية أو دين أو طائفة؛ لأن الجمال فيهما نابع من الاشتغال على التعبير فى الشكل وليس فقط لجوهر المعنى. 


العمل الأدبى العربى يفرض نفسه بجودته بعيدا عن انتماء الكاتب وجنسية المتلقي، طالما أننا نتلامس معه بالكلمات العربية الفصيحة، حيث لا يوجد قاموس يخص دولة عن أخرى، فاللغة العربية ليست لغة عنصرية، وقد يبرع فيها الأعجمى أكثر من العربي.


أما الذى حدث، فى العشرون سنة الأخيرة من تحديد جنس للرواية: «الرواية المصرية، الأدب السوري، القصيدة الكويتية.. إلخ، فهذا تصنيف على سبيل تسهيل الدراسات النقدية وليس لتمايز فى الخواص والأدوات والتقنيات.


فلا أرى أن هناك صراع حدود أو قوميات فى أدبنا العربي، وأعتقد أننا نقدم به أفضل سبل اتّحادنا كعرب، ونتعرف به على أنفسنا أكثر ونصل إلى الفهم الذى يحتاجه أبناء القبيلة الواحدة للتعايش.


أما خانة الجنسية التى فى قوائم الجوائز العربية فهى لتعيين موطن الكاتب، وإن كانت تصنع نوعا مزيفا من الحمية الجاهلية إلا أنه عندما يكون العمل باهتا فإن جنسيته لا تمد له يد العون عند ذائقة القراء من أبناء وطنه، وإذا كان عملا مجودا يحمل فى طياته قيمة أدبية حقيقة وكبيرة فإنه لا يمنع أبناء الوطن العربى من استقباله فى حفاوة الملتذّ بالجمال. وقد رأينا هذا فى السنوات الأخيرة.


أعتقد أن الانتماء للجمال هو الخصلة التى يتميز بها الأدب والفن عن غيرهما وبه يتم التأثير. 

اقرأ ايضا | مريم الساعدى تكتب | الإنحياز للنص وحده