النقاد: مؤلفون دخلاء وناشرون غير متخصصين.. سبب مشكلة أدب الطفل

مؤلفون دخلاء وناشرون غير متخصصين
مؤلفون دخلاء وناشرون غير متخصصين

عفت بركات 

أدب الطفل لا يزال يحتاج للكثير من الاهتمام رغم كل ما نراه على الساحة العربية من مهرجانات ومؤتمرات ومسابقات، صحيح أن هذه المسابقات قد أضافت الكثير إلى هذا النوع من الأدب، لكننا فى حاجة إلى اهتمام أكبر بكُتاب أدب الطفل جنبا إلى جنب مع الاهتمام بفكرة الكتاب الورقى المقدم للصغار، لذلك أتمنى أن يتم دمج الأنشطة بين وزارتى الثقافة والتعليم بشكل يفيد أطفالنا كى يصل إليهم فى المدارس، وهذا سينعكس على التعليم بشكل كبير وسيساعد على انتشار الثقافة وتمددها، وأيضا سيفيد كُتاب أدب الطفل الذين سيشاركون بدورهم فى تلك الأنشطة وهو الأمر الذى سوف يثرى المنتج الأدبى المقدم إلى الأطفال. 
لكن -من وجهة نظرى- فإن أخطر المشاكل التى يتعرض لها أدب الطفل هو عدم الوعى الكافى من بعض الكتاب الذين كتبوا للطفل فجأة؛ رغبة فى أسباب لا تمت للإبداع بصلة ظنا منهم أن الكتابة للطفل سهلة دون الالتفات إلى صعوبتها وخطورتها.

وبالإضافة إلى ذلك فبعض دور النشر الدخيلة أو أصحابها من غير المتخصصين، يتعاملون فى النهاية مع كتاب الطفل كمنتج ربحى دون الاهتمام بالمتن أو القيم المقدمة فى العمل نفسه، كما لا يوجد لدينا محرر أدبى فى الكثير من دور النشر ليتولى المراجعة الأدبية سواء «قيميا وفنيا» أو حتى الاهتمام بالمراجعة اللغوية، إلى جانب أن هناك مشاكل فى توزيع الكتاب وكذلك التسويق والاعتماد فقط على عرض الكتاب فى المعارض السنوية. آن الأوان أن تهتم دور النشر وهيئة الكتاب بتسويق المنتج المقدم للطفل بوسائل متعددة لأن الكتاب الورقى لا يزال مؤثرا رغم انتشار وسائل الميديا المتعددة والنشر الإلكترونى.


ولكنى على أية حال لا أنكر الجهد المبذول من قطاعات عديدة بالدولة والتى تحاول الاهتمام بالطفل وما يقدم إليه، لكن لا نزال نحتاج لكثير من الاهتمام والرعاية من جانب من يفكرون فى خوض تجربة الكتابة للطفل، إذ يحتاج الكثير منهم للتعرض لكثير من القراءات والاطلاع على الثقافات التى سبقتنا فى ذلك مع الاهتمام بكونهم يمارسون أصعب أنواع الكتابة.


كما أننا نحتاج اهتماماً أكبر من الجهات المعنية بالطفل، وعلى سبيل المثال أن يتم إجراء مسابقات خاصة لكتاب الطفل على أن تكون محايدة وجادة بضوابط مهمة، وتنتقى أقلاماً جادة وحقيقية، على أن يرصد لها قيمة مالية مناسبة فالجوائز تُحدث ثراء للحركة الأدبية كما يجب –أيضا- الاهتمام بالتسويق لكتب الأطفال. 

اقرأ ايضا

 أدب الطفل إحياء العالم المسحور