رحلة قصيرة

«الفأر وقمة الجبل»

زينب على درويش
زينب على درويش

زينب على درويش

« الفأر وقمة الجبل » 

جلس على قمة الجبل.. وانطلق بخياله إلى عنان السماء.. تخيل انه فارس.. فى يده سيف أعظم محارب.. على رأسه خوذة مقاتل مغوار.. جسده مغطى ببدله حديدية.. بقلب ملك الملوك.. وقف وشعر بأنه يحيى ويميت من يشاء.. فتح بلادا وعبر بحورا.. وظل على هذا الحال.. حتى دخل عليه الليل.. بدأ جسده يقشعر من البرودة.. قرصه الجوع.. عاد وكأنه وقع من على  تلك القمة.. ابتسم وقال: حان وقت دخول الفأر جحره.


« خافت عليه »


خافت عليه من عيون النساء.. ومن ضعف نفسه.. مع مرور الوقت.. قابلت احداهن قالت لها: لا تخافى نحن لا نراه بعيونك العاشقة له.. إننا نراه بعيوننا.. بكل عيوبه.. فهو ليس بطلنا نحن.. إنه اسطورتك انت فقط.. حتى وإن حاول.. لن يجد راحته الا معك.


« عطر الياسمين »


عطر الياسمين.. يفوح من مجلسهم الطيب.. يريد معرفة ما سر عطرهم الدائم.. أهو الصحبة؟ أم هو نوع من أنواع البخور الفاخر؟ رآه كبير الجالسين.. نظر اليه مرارا.. ثم قال له: إلى متى ستنتظر بالخارج؟.. قال: كيف ادخل بدون إحضار عطرى معى؟ أجابه وهو مبتسم ويمد له يده: العطر هنا بالداخل.. هيا انضم لتتعطر.


« انبهرت »


انبهرت بكل ما قاله.. أو همس به.. وكتبته على الاوراق حتى  الجدران.. عاشت  بكلماته.. عشقتها بل حفظتها عن ظهر قلب.. وعندما اقتربت منه أكثر.. لم تجد الا حروفا متشابكة.. فهو لا يملك إلا  كلمات فقط.


« الجوارى »


أرادت أن تأسره.. استهلت بالطلة الناعمة معها عطر فواح.. يسحر النفوس.. ثم حدثت نفسها قائلة: لابد أن يكون هناك رضوخ قوى.. أخذت تتدلل  كالنساء الحالمات.. ثم أخذت تسمعه كلمات معسولة.. تعظيم.. تمجيد.. إلى أن وصلت للعاطفة الجياشة.. معها نظرات ناعسة هادئة.. وبدأ اليأس يدب الى قلبها.. إنه لم يهتز.. وقفت أمامه تنظر له ماذا بك؟ قال: أرهقتى حالك.. قلبى مع أميرة.. فلن يهتز لما تفعله الجوارى.