رؤية شخصية

الظالم‭ ‬والمظلوم

جميل چورچ
جميل چورچ

جميل چورچ

أهل‭ ‬المريض.. ‬أم‭ ‬الطبيب.. ‬أم‭ ‬المستشفى.. ‬من‭ ‬الظالم؟‭ ‬ومن‭ ‬المظلوم؟‭ ‬فى‭ ‬الآونة‭ ‬الأخيرة‭ ‬انتشرت‭ ‬وقائع‭ ‬اعتداء‭ ‬أهل‭ ‬المريض‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬وتحطيم‭ ‬الأجهزة‭ ‬التى‭ ‬تبرع‭ ‬المواطنون‭ ‬بشرائها،‭ ‬ومن‭ ‬أحدث‭ ‬القضايا‭ ‬الى‭ ‬نشرتها‭ ‬»الأخبار»‭ ‬منذ‭ ‬أيام‭ ‬عندما‭ ‬تعدى‭ ‬أهالى‭ ‬احد‭ ‬المرضى‭ ‬على‭ ‬وكيل‭ ‬مستشفى‭ ‬السويس‭ ‬العام‭ ‬لرفضه‭ ‬تواجدهم‭ ‬بالمستشفى‭ ‬بعد‭ ‬دخول‭ ‬المريض‭ ‬الطوارئ‭ ‬وبدء‭ ‬الأطباء‭ ‬التعامل‭ ‬معها،‭ ‬وإبلاغ‭ ‬الأهل‭ ‬أن‭ ‬المريض‭ ‬سيكون‭ ‬تحت‭ ‬رعايتهم‭ ‬لكنهم‭ ‬اعتدوا‭ ‬بالضرب‭ ‬على‭ ‬وكيل‭ ‬المستشفى‭ ‬فأصابوا‭ ‬انفه‭ ‬واحدثوا‭ ‬الجروح‭ ‬فى‭ ‬وجهه‭ ‬لتبدأ‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬والنيابة‭ ‬التحقيق‭ ‬فى‭ ‬الواقعة‭.‬


ولما‭ ‬كنت‭ ‬قد‭ ‬طالبت‭ ‬مرارا‭ ‬بضرورة‭ ‬ان‭ ‬يكون‭ ‬لدى‭ ‬المستشفيات‭ ‬العامة‭ ‬شرطة‭ ‬متخصصة‭ ‬للتعامل‭ ‬مع‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الحالات‭.. ‬أما‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬فعليها‭ ‬اختيار‭ ‬افراد‭ ‬للامن‭ ‬وتدريبهم‭ ‬تحت‭ ‬اشراف‭ ‬وزارة‭ ‬الداخلية،‭ ‬أسوة‭ ‬بأفراد‭ ‬الأمن‭ ‬بالمحاكم‭.‬
والغالبية‭ ‬منا‭ ‬يتذكر‭ ‬واقعة‭ ‬تحطيم‭ ‬أجهزة‭ ‬علاج‭ ‬مرضى‭ ‬القلب‭ ‬بمستشفاهم‭ ‬بالعجوزة‭ ‬والاعتداء‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬فى‭ ‬واقعة‭ ‬مماثلة‭ ‬لما‭ ‬حدث‭ ‬فى‭ ‬السويس.. ‬وهكذا‭ ‬تكررت‭ ‬الواقعة‭ ‬فى‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مستشفى‭ ‬وقد‭ ‬لا‭ ‬تسجل‭ ‬محاضر‭ ‬الشرطة‭ ‬البعض‭ ‬منها‭ ‬بعد‭ ‬ان‭ ‬يجبر‭ ‬مدير‭ ‬المستشفى‭ ‬الطبيب‭ ‬الذى‭ ‬جرى‭ ‬الاعتداء‭ ‬عليه‭ ‬على التصالح‭ ‬والتنازل‭ ‬حفاظا‭ ‬على‭ ‬سمعة‭ ‬المستشفى،‭ ‬ولم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬العقوبة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬الحكم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الجناة‭ ‬فى‭ ‬مثل‭ ‬هذه‭ ‬الجرائم‭..‬


وفى‭ ‬المقابل‭ ‬لم‭ ‬نسمع‭ ‬عن‭ ‬عقوبات‭ ‬تم‭ ‬الحكم‭ ‬بها‭ ‬على‭ ‬الأطباء‭ ‬فى‭ ‬حالة‭ ‬التقصير‭ ‬فى‭ ‬حق‭ ‬المريض.. ‬ومن‭ ‬الأمثلة‭ ‬الحديثة‭ ‬على‭ ‬ذلك‭ ‬وفاة‭ ‬السيدة‭ ‬التى‭ ‬دخلت‭ ‬المستشفى‭ ‬لعلاج‭ ‬عينها،‭ ‬ولم‭ ‬يجر‭ ‬اختبار‭ ‬حساسية‭ ‬للحقنة‭ ‬التى‭ ‬تم‭ ‬حقن‭ ‬المريضة‭ ‬بها.. ‬وتضاربت‭ ‬الاقوال.. ‬خرج‭ ‬البعض‭ ‬يبرئ‭ ‬المستشفى‭ ‬والبعض‭ ‬الآخر‭ ‬يدينه.. ‬وأغلقت‭ ‬وزارة‭ ‬الصحة‭ ‬المستشفى.. ‬وفقدت‭ ‬المريضة‭ ‬الشابة‭ ‬حياتها‭ ‬وسكت‭ ‬الجميع‭.‬


ويتوقف‭ ‬استاذنا‭ ‬محمد‭ ‬بركات‭ ‬الكاتب‭ ‬الكبير‭ ‬بـ»الأخبار»‭ ‬أمام‭ ‬واقعة‭ ‬فقدت فيها‭ ‬الإنسانية‭ ‬مكانتها‭ ‬فى‭ ‬أحد‭ ‬المستشفيات‭ ‬الخاصة‭ ‬بمدينة‭ ‬نصر.. ‬والواقعة‭ ‬تتلخص‭ ‬فى‭ ‬إصابة‭ ‬طبيب‭ ‬بوباء‭ ‬كورونا‭ ‬اللعين.. ‬ولجأت‭ ‬الأسرة‭ ‬إلى‭ ‬المستشفى‭ ‬ليمضى‭ ‬به‭ ‬مريضها‭ ‬شهرا‭ ‬فى‭ ‬الرعاية،‭ ‬ويطلب‭ ‬المستشفى‭ ‬من‭ ‬الطبيب‭ ‬المريض‭ ‬ودون‭ ‬مراعاة‭ ‬للزمالة‭ ‬550‭ ‬الف‭ ‬جنيه‭ ‬ولم‭ ‬تجد‭ ‬الاسرة‭ ‬تحسنا‭ ‬فى‭ ‬الحالة‭ ‬لذلك‭ ‬نقلته‭ ‬إلى‭ ‬مستشفى‭ ‬آخر‭ ‬لينفذ‭ ‬السر‭ ‬الإلهى.. ‬واستسلم‭ ‬الاهل‭ ‬لكنهم‭ ‬طالبوا‭ ‬المستشفى‭ ‬بمستند‭ ‬يفيد‭ ‬سدادهم‭ ‬هذا‭ ‬المبلغ‭ ‬الضخم،‭ ‬لكن‭ ‬الإدارة‭ ‬رفضت‭ ‬فى‭ ‬غرابة‭ ‬شديدة،‭ ‬ويبدو‭ ‬أنها‭ ‬خشيت‭ ‬تحصيل‭ ‬حق‭ ‬الدولة‭ ‬من‭ ‬الضرائب‭!‬