«رحلة قصيرة»

«مخطوط جدى»

زينب على درويش
زينب على درويش

 

« مخطوط جدى »

وجد مخطوطًا لجده الكبير، قد كتب فيه من علمه المنير، يا من أردت أن تزيد عطاياك، عليك بقلة الكلام عن أسرار البيوت، حتى يرفع عنك ما يصيب وجدانك من الحزن، وتكون راعيًا مخلصًا لمن ترعى، اجعل صدرك كالسماء، تتسع لجميع النجوم، بدون أن تسقطها فافعل ذلك مع من يأتمنك على سره، أغلق المخطوط، وترحم عليه، وبدأ يعيد حساباته.


«عطر الفجر»


هى فى نقاء عطر الفجر، قرر أن يكتب عنها، على أوراقه المعطرة، بعد عدة سطور، وجد لوحة جمالها لا يذكر إلا بين سطور الاساطير، أحبها أكثر، ظل يكتب ولم يشعر بالوقت، حتى ظهر نورالفجر، حينها وضع قلمه، رفع رأسه وجدها تقف بجواره، ثم أمسكت يده قبلتها، وقالت: خرجت من بين كلماتك كى أسعدك.


«الترياق»


تتأرجح ليل نهار، ترتفع للسماء حتى ظنوا أنها لن تهبط للأرض، ضحكاتها ملأت مسامع الجميع، أصابتهم بعدوى السعادة، وكأنها شمس تحمل حرارتها للعامة، سألها ذلك الحزين كيف اصبحتى؟ أجابته: احتسيت الكثير من إكسير الرضا والحب.
إلى أن شفيت روحى، لا تغفل عن الترياق أيها الحى الميت، احتسى حتى تمتلئ.


«قصير القامة»


سخرمنه لقصر قامته، لسنوات يضحك، فى كل مرة يراه، ذات يوم أوقفه ذلك القصير، أراك تصبح سعيدًا عندما ترانى، هل من سبب؟ أجابه وهو يضحك: لا لست بسعيد لكن، هيئتك تثير تعجبى كيف لتلك الاقدام القصيرة، أن تمشى؟ قال القصير، وأنا أتساءل كيف لا تستطيع أن تفكر بذلك العقل الذى فى رأسك، وأكمل القصير طريقه فى تلك المرة وهو سعيد.


«سُبات عميق»


فاق من سُباته العميق على دقات قلبه السريعة، وضع يده على صدره يتحسس تلك النبضات القوية، وجد حجارة تلتصق بذلك القلب المحبوس تحتها، فهى نبضات استغاثة، تطلب العون للخروج للحياة، بحث عن فرحة لتحطم تلك الحجارة وجدها فى عيون غريق أنقذه، فى يوم قد مضى، بعد نجاته طلب منها أن تُلازمه حتى لا يعود إلى محبسه.