جبر الخواطر . ينجيك من جوف المخاطر ولأبى الطيب المتنبى مقطع شعر يقول:
لا خيل عندك تهديها ولا مال / فليسعد النطق إن لم تسعد الحال.. وجلال الدين الرومى يقول: وتراه فى جبر الخواطر ساعيا / وقلبه مكسور.. أما شمس الدين التبريزى فيقول: لعل ما ينجيك حينها / تلك الخواطر التى أجبرتها .
وجبر الخواطر يبقيك حاضرا ومؤثرا. أو كما يقول الشاعر الفلسطينى محمود درويش: أيقتلك الغياب . أنا يقتلنى الحضور الباهت الذى يشبه العدم.. وفى الأثر .. أن امرأة مرت برجل وبيده عصا. يرسم بها على الأرض.. فرق قلبها عليه. وسألته: ماذا تفعل هنا؟
قال: أرسم الجنة وأقسمها إلى أجزاء. فابتسمت وقالت له: وهل يمكن أن آخذ قطعة منها.. كم ثمنها؟
نظر إليها وقال: نعم يمكنك . القطعة بعشرين جنيها.. وأعطته المرأة العشرين جنيها وبعض الطعام .. وذهبت.
وفى ليلتها .. رأت فى المنام أنها من أهل الجنة.. وفى الصباح .. روت الرؤيا على زوجها . وما جرى لها مع الرجل .. فعاد الزوج إلى الرجل . ليشترى لنفسه قطعة من الجنة.. قال له: أريد أن أشترى قطعة من الجنة .. كم ثمنها؟ ..ورد الرجل: لا أبيع مثل تلك البضاعة؟.. فتعجب الرجل. وقال له: بالأمس بعت قطعة لزوجتى بعشرين جنيها.. فقال الرجل: إن زوجتك لم تكن تطلب الجنة بالعشرين جنيها.. لقد أرادت أن تجبر بخاطرى.
أما أنت .. فتطلب الجنة . والجنة ليس لها ثمن!