صباح الجمعة 

حادث الإسكندرية 

أرمنيوس المنياوي 
أرمنيوس المنياوي 

بقلم : أرمنيوس المنياوي 

كنت قد إنتهيت من إفطار لدي صديقي الحاج عمر المطيري بمنزله  بقرية صفط الغربية بمركز المنيا في صعيد مصر بصحبة صديقي وأخي الأكبر الأستاذ عاطف عمر  أمين حزب مستقبل وطن بمركز المنيا وإنتقلنا إلى مكان نيلي بمدينة المنيا لإحتساء الشاى والقهوة وخلافه وجلسنا معا كمصريين نفتخر  بمصر والمصريين رغم ما تشهده البلاد من جنون أسعار وكيف أنها مفتعلة من قبل تجار قتل المصريين وبدأت أفكر جليا فيما يمكن كتابته في  مقالتي الأولى لموقع بوابة أخبار اليوم  ولعل فرحة المصريين بتجليات شهر رمضان الكريم، وعودة الحياة الطبيعية بعد إنحسار فيروس كورونا تقريبا، وجلوس غالبية المصريين حول شاشات التليفزيون مساءا لمتابعة أحد أهم الدراما التليفزيونية في السنوات الأخيرة والتي تبين كيف كان يحاك بالوطن والناس من أجل إزالة معالم مصر والمصربين مع بداية العقد الثاني من الألفية الثالثة من خلال محاكاة مسلسل الإختيار الجزء الثالث والذي يفضح تلك الممارسات من الجرائم وبشكل معلن إسما وصورة ولأول مرة نشاهد دراما حقيقية مثلما قولت بالأسماء والصورة لمن كانوا يخططون لإغتيال مصر وتفريغها من مضمونها .. هكذا أستقر بي الحال على تفريغ هذا الفرحة في سطور قليلة متخذا لها عنواني الرئيسي للمقالة صباح الجمعة.
كنت بتأهب لذلك وكنت قد أوشكت على إرسالها لنفرح معا بشهر رمضان حتى ذاعت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الآجتماعي خبر إستشهاد القمص أرسانيوس وديد كاهن كنيسة العدراء بسيدي بشر  بالإسكندرية  على يد آثم وتأكدت ممن تداولته تلك المواقع من صديقين لي أحدهما مقيم في لندن والآخر مقيم في الإسكندرية حتى لا أغير بوصلة المقال من فرحة إلي حزن.
والحقيقة رغم حزني الشديد على ما ألمني وتألم له كافة المصريين وهذا ما أتضح لي جليا من خلال  العديد من المراسلات التي جاءتني عبر الهاتف تارة وعبر وسائل التواصل الإجتماعي سواء من خلال الواتس أب والماسنجر  من مصريين يقيمون في الداخل والخارج على حد سواء،  مقدمين لي كلمات عزاء وكأنني وحدي فقط الذي يؤلمني ما حدث وإن كانت تلك الرسائل  أراحت قلبي كثيرا ولكني طمأنتهم بأن هذا الحادث لايستهدف فقط أقباط مصر بل يستهدف كل المصريين، وأن الألم يعتصرنا جميعا كمصريين  وأن ما قام به المجرم أنما المراد به إحداث فتنة طائفية بين المصريين وزرع العكننة بين جنبات ضلوعهم،وكشف هذا  الحادث عن  أن  هذا المجرم الغبي لايدرك أننا كمصريين قد تجاوزنا تلك المصطلحات مثل الفتنة الطائفية وذهبت إلى غير رجعة  وأدركنا معا من هم الذين  يريدون الخراب بمصر والمصريين وصرنا شهود عيان من خلال ما رأيناه على الطبيعة وما تبثه لنا شاشات التلفاز من أحداث لمسلسل الإختيار 

وتأكد لنا بما يدعي مجالا للشك أن مصر مستهدفة وستظل كذلك سواء من خلال عناصر داخلية أو خارجية،  لا تحمل الخير لمصر.
ومن ثم علينا كمصريين أن نخرج الأديان من تلك المعادلة واضعين مثل تلك الجرائم في مكانها الصحيح .. بأنها جرائم تتم من خلال آثمين لايريدون الخير لمصر والمصريبن ..عناصر ملأ الشر قلوبهم،  وأن نكون يقيظين بأن نبث في أولادنا روح الوحدة والوطنية لكي يدركون أنه ليس فقط المستهدف هو القبطي المسيحي ولكن أيضا فهم يستهدفون القبطي المسلم أيضا..بل انهم يستهدفون كل المصريين وخراب مصر ولكن  خناجرهم سترتد على صدورهم عاجلا أم آجلا ..لقدت كشفت لنا القيادة السياسية في السنوات الأخيرة بقيادة أبن مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي من يكون هؤلاء ؟ وماذا يريدون من مصر والمصريين ؟ وأن مثل تلك الجرائم التي ترتكب بأياديهم الملوثة والغادرة  تمثل لهم رقصة الطير المذبوح،  ويقينا لن ينالوا من مصر بعد أن أدرك كل المصريين ما كان يكيدون لهم هؤلاء الفجار والآثمة أعداء الوطنية ومستهدفوا تفكيك وحدة مصر وتحويلها إلى كنتونات صغيرة.
وقد ذهب إلي غير رجعة مصطلحات مثل مصطلح الفتنة الطائفية وبات مؤكدا أننا أمام جرائم ضد الإنسانية يحاكم كل من يرتكبها بأقصى العقوبات وبسرعة شديدة حتى لا تتكرر مجددا لكي يدرك العامة والخاصة أن في مصر رجال يقفون بالمرصاد لكل من يريد النيل من الوطن والوطنيين.
ولعل تعبير شرفاء مصر عن حادث إستشهاد القمص أرسانيوس وديد بالإسكندرية مساء أمس الخميس يبين إلى حد كبير أن مصر التي يريدونا لن تكون موجودة بإذن الله.