قلب جرىء

شراء « التريند »

خيرى الكمار
خيرى الكمار

ساعات‭ ‬قليلة‭ ‬ويبدأ‭ ‬عرض‭ ‬الحلقات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬مسلسلات‭ ‬رمضان،‭ ‬وما‭ ‬لا‭ ‬يعرفه‭ ‬الكثيرين‭ ‬أن‭ ‬48‭ ‬ساعة‭ ‬المقبلة‭ ‬هي‭ ‬الأخطر‭ ‬على‭ ‬أبطال‭ ‬هذه‭ ‬الأعمال،‭ ‬لأنهم‭ ‬كلهم‭ ‬يسعون‭ ‬لحصد‭ ‬الأعلى‭ ‬مشاهدة‭ ‬بأي‭ ‬شكل،‭ ‬والسنوات‭ ‬الماضية‭ ‬أثبتت‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬الأعمال‭ ‬التي‭ ‬تظهر‭ ‬“تريند”‭ ‬في‭ ‬أول‭ ‬الأيام‭ ‬تتراجع‭ ‬تدريجيا،‭ ‬ومع‭ ‬مرور‭ ‬أسبوع‭ ‬تبدأ‭ ‬في‭ ‬التلاشي،‭ ‬لكن‭ ‬هناك‭ ‬تزييف‭ ‬يستمر‭ ‬حتى‭ ‬النهاية،‭ ‬لأن‭ ‬الأموال‭ ‬تتدفق‭ ‬على‭ ‬المتخصيين‭ ‬في‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا،‭ ‬الذين‭ ‬يعتبرون‭ ‬هذه‭ ‬الفترة‭ ‬الموسم‭ ‬الأكثر‭ ‬ربحا‭ ‬لهم،‭ ‬وبالتأكيد‭ ‬جلسوا‭ ‬مع‭ ‬الفنانين‭ ‬وأتفقوا‭ ‬على‭ ‬الخطة‭ ‬الرئيسية‭ ‬التي‭ ‬تسمح‭ ‬لهم‭ ‬بأن‭ ‬يظلوا‭ - ‬كما‭ ‬يقال‭ ‬بلغة‭ ‬رواد‭ ‬مواقع‭ ‬التواصل‭ ‬الإجتماعي‭ ‬–‭ ‬“راكبين‭ ‬التريند”،‭ ‬أو‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬يتم‭ ‬الحفاظ‭ ‬له‭ ‬على‭ ‬تواجدهم‭ ‬في‭ ‬المراكز‭ ‬الخمسة‭ ‬الأولى،‭ ‬والموضوع‭ ‬ليس‭ ‬صعب‭ ‬طالما‭ ‬أن‭ ‬الممثل‭ ‬يستمر‭ ‬في‭ ‬دفع‭ ‬الفلوس،‭ ‬وقد‭ ‬يضطر‭ ‬إلى‭ ‬دفع‭ ‬أرقام‭ ‬ضخمة‭ ‬لكن‭ ‬ليس‭ ‬لديه‭ ‬بديل،‭ ‬لأنه‭ ‬يحاول‭ ‬منذ‭ ‬اللحظة‭ ‬الأولى‭ ‬أن‭ ‬يلفت‭ ‬إنتباه‭ ‬كافة‭ ‬القطاعات‭ ‬حتى‭ ‬يستمرون‭ ‬معه‭ ‬إلى‭ ‬نهاية‭ ‬الشهر،‭ ‬وبالتالي‭ ‬يخرج‭ ‬من‭ ‬الشهر‭ ‬وهو‭ ‬ضامن‭ ‬أن‭ ‬يتعاقد‭ ‬العام‭ ‬المقبل‭ ‬بالرقم‭ ‬الذي‭ ‬يريده‭. ‬

التزييف‭ ‬مباح‭ ‬بالنسبة‭ ‬للبعض‭ ‬طالما‭ ‬أنه‭ ‬سوف‭ ‬يحقق‭ ‬غايته،‭ ‬لأنه‭ ‬يريد‭ ‬أن‭ ‬يخرج‭ ‬منتصرا،‭ ‬بصرف‭ ‬النظر‭ ‬عن‭ ‬الرأي‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬عمله،‭ ‬لذلك‭ ‬تجد‭ ‬في‭ ‬المسلسلات‭ - ‬للآسف‭ - ‬توضع‭ ‬عبارات‭ ‬وجمل‭ ‬قد‭ ‬تكون‭ ‬“سوقية”،‭ ‬أو‭ ‬غير‭ ‬أخلاقية،‭ ‬لكن‭ ‬ضرورية‭ ‬لتسويق‭ ‬التزييف،‭ ‬وأن‭ ‬تجد‭ ‬أن‭ ‬مسئول‭ ‬السوشال‭ ‬ميديا‭ ‬يركز‭ ‬عليها‭ ‬في‭ ‬خداع‭ ‬الناس،‭ ‬ويتم‭ ‬عمل‭ ‬دعم‭ ‬لها‭ ‬إعلانيا‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬لفت‭ ‬الأنظار،‭ ‬ويأتي‭ ‬رعب‭ ‬الممثلين‭ ‬بعد‭ ‬أن‭ ‬أصبحت‭ ‬الجهات‭ ‬التي‭ ‬تعرض‭ ‬الأعمال‭ ‬تطلب‭ ‬الفنانين‭ ‬الأكثر‭ ‬مشاهدة‭ ‬ومتابعة‭ ‬في‭ ‬العام‭ ‬المنقضي،‭ ‬لأن‭ ‬المعلنين‭  ‬يبحثون‭ ‬عنهم‭ ‬ويطلبونهم،‭ ‬وبالتالي‭ ‬لا‭ ‬داعي‭ ‬للفن،‭ ‬لأن‭ ‬المعلن‭ ‬يتحكم،‭ ‬والبطل‭ ‬يهمه‭ ‬الحفاظ‭ ‬على‭ ‬بقائه‭ ‬وزيادة‭ ‬سعره،‭ ‬لذلك‭ ‬تراجعت‭ ‬الأعمال‭ ‬وتقلصت‭ ‬مساحة‭ ‬الإبداع،‭ ‬ولا‭ ‬عزاء‭ ‬للجمهور‭.‬