رحلة قصيرة

«حكاية جديدة»

زينب على درويش
زينب على درويش

 

 

«حكاية جديدة»

طلب منها أن تحكى له حكاية جديدة، بدأت تحكى وكأنها تبوح بسرٍ خطير، إنها امرأة أحبت الكلام، لم تتوقف حتى وهى نائمة، حلال أو حرام، حتى ضاق صدر الجميع منها، إلى أن استيقظت يومًا، وجدت لسانها طويلًا لا تجد له مكانًا يكفى، بكت ولم تستطع أن تقول انقذونى مما أصابنى، لكن الجميع ارتاح من عدم قدرتها على الكلام مرة أخرى.


«إجازة طويلة»


أخذ إجازة طويلة، رتب فيها أفكاره، خوفًا من مرور الوقت، ثم أغمض عينيه، نام للحظات أو سنوات، رأى ما تمناه من زمن، فاق وهو مستبشر خيرًا، كتب لها يا وجه القمر، أنهار النصر قادمة لحب ظلم كثيرًا، فقد تعافت العيون، وفتحت الابواب، أنا قادم إليك أحمل بقلبى وطنًا.


«أوراق الورد»


أصابع تعزف بقلم يكتب على أوراق الورد، حروف تنطق بصوت عذب، إنها كلمات تروى قلبًا يعيش وسط جموع من الباعة المتجولين، يبيعون كل مشترٍ، جمعت تلك الأوراق وجعلتها عُقدًا حول عنقها، لتُحصِّن به قلبها من كل بائع، ظل يكتب، إلى أن قالت له :لا تتوقف عن تحصينى، وأنا لن أتوقف عن صُنع العقود.


«رائحة الكتب»


اعتقدت لوقت ليس بقليل أنها ذات شأن، ثم عادت إلى رشدها، على رائحة تشبه روائح الكتب القديمة، سألت من كان يجلس بجوارها، هل تشم تلك الرائحة؟ أجابها ببساطة، نعم إنها رائحة من عفا عليهم الزمن، ومازالوا يعتقدون أن لهم رائحة، قتلت بتلك الكلمات القاسية.


«الشفاء»


 بين ثنايا جروحها وجدت الشفاء، لمسات حانية، دقات قلب متلاحقة، دعاء خرج من صدر يملؤه النور، تمسكت بها جميعا، لتقف على القدم التى نسيت كيف تسير، حينها شعرت بتفاؤل عريض، مُفعّم بصدق قوى، عاهدت نفسها ألا تحتفظ بأوراق الخريف، ثم جلست على ظهر جوادها النبيل وبدأت من جديد.