سلمى سليم متسابقة الرالي: صحراء مصر أرض خصبة لاستضافة العروض العالمية

سلمى سليم متسابقة الرالى
سلمى سليم متسابقة الرالى

تقف شامخة وسط الصحراء الشرقية، ترتدى خوذتها اللامعة التى اشتهر بارتدائها الرجال، تشير نظراتها إلى التحدى والفوز، وما أن تركب سيارة السباق وتضغط على البنزين، تزمجر سيارتها العالية بصوت مرتفع، ثم تنطلق بأقصى سرعة بين الجبال والوديان المرتفعة، إنها المصرية سلمى سليم، 35 عامًا، محترفة سباقات الرالى ومؤسسة فريق «سكوربيون ريسنج» للسباقات.


نجحت سلمى رغم صغر سنها فى كتابة اسمها بأحرف ذهبية بين متسابقين الرالى فى مختلف أنحاء العالم، كما أن الصحارى المصرية تحفظ آثار عجلات سيارتها جيدًا لما خاضته من سباقات كثيرة، كما أنها ظلت تسيطر على منصات التتويج لفترة طويلة بين كبار اللعبة، وما زال طموحها متناميا فى إثبات قدرة المرأة المصرية على تحقيق المستحيل فى رياضات شاقة.. سلمى سليم تتحدث «للأخبار» عن كواليس مشاركتها فى تلك الرياضة الصعبة، وما حققته من انجازات بها.


 كيف كانت بدايتكِ مع سباقات السيارات؟


- طريقة قيادتى للسيارات بشكل عام سريعة للغاية، وأمتلك مهارة جيدة فى تلك المهنة، لذلك قررت استغلالها فى بطولات الرالى والتدرب لها، بدأت بالكارتنج ودخلت عدة بطولات بين القاهره وشرم الشيخ.


أما بالنسبة للرالى فبدأته بدخول الصحراء سنة ٢٠١١ وحضرت بطولة رالى الفراعنة، وقتها انبهرت بالسيارات وشكلها وترتيب الفرق والامكانات، فوضعت ذلك الحلم أمام عينى وقررت أن أحقق أرقاما تاريخية بتلك المنافسات، وقررت الاستعداد والتسلح جيدًا قبل دخول السباقات ودرست فى «رالى سكول» كيفية القيادة الصحيحة وإمكانات السيارة وطريقة تكوين الفريق وتوزيع الأدوار بين الجميع بطريقة تساعدنى على استغلال قدرات الجميع، وذلك ما سعدنى بشدة فى تكوين فريقى «scorpion racing team».


> ما أبرز الجوائز التى حصلتِ عليها؟


- حصلت على مركز أول كاتيجرى عربية، ومركز أول بنت رالى owest، وأول كاتيجرى عربية رالى جونة، كما أننى اول بنت شاركت فى بطولة فى دولة الامارات
UAE desert championship 2021.


> وأين كانت مسابقاتكِ فى مصر؟


- جميع الصحارى المصرية أرض خصبة لجميع سباقات الرالي، ويمكنها استضافة الكثير من العروض العالمية، ومعظم سباقاتى داخل مصر خضتها فى الصحراء الشرقية والصحراء الغربية.


> وهل تعرضتِ لمواقف خطيرة خلال السباقات؟


- اول سباق أخوضه، لم تكن السيارة ملكي، كما أننى لم أكن أجيد التعامل فى السباقات بشكل احترافي، لذلك تعاملت مع السيارة بعنف، فانكسر فيها «تيش الميزان»، لم اتمكن من التحكم فى السيارة آنذاك وبدأت تترنح معي، كما أننى كنت أحمل مسئولية الملاح، وانتهى الأمر بالاصطدام فى صخرة كبيرة وخرجت من السباق، وفى سباق الإمارات «غرزت السيارة» والمساعدين وبعد خروجى منها لأكمل السباق تدمرت الإطارات، وذلك ما أثر بشدة على الوقت الزمنى للسباق.


وفى إحدى المرات ارتفعت حرارة السيارة بشدة، وسد الريداتير بسبب الطين، وذلك ما أثر على السباق حيث كنت أقف كل ٥ أو ٧ كيلو حتى تهدأ السخونة، وبالتالى كان ضغطا عصبيا وبدنيا شديدا.


> لماذا يعتبر هذا النوع من السباقات مكلفا للغاية؟


- مكلف لأن قطع غياره مرتفعة الثمن كما أن السيارة فى كل سباق يتلف بها أشياء، وبالتالى سيكون تكلفة كبيرة على السائق، كما أن هذه السباقات تتطلب سيارات ذات إمكانات مرتفعة وبالتالى تكلفتها عالية.


 هل أثرت السباقات على بيتكِ وأمومتكِ؟


- الأمر بأكمله تحد كبير، وحبى لابنتى داليدا البالغة من العمر 6 سنوات لا يقل عن حبى للسباقات، إلا أننى أحاول قدر الإمكان ضبط وقت والتوفيق بين البيت والعمل، حتى لا أفقد أحدهم بسبب الآخر، كما أننى أبذل مجهودا يفوق جميع المتسابقين، وذلك لأننى أمتلك أسرة لها متطلبات كثيرة.
 وجهى نصيحة للفتيات الراغبات فى دخول مجال سباقات السيارات؟


- الشجاعة هى الصفة الأولى التى تحتاجها كل فتاة ترغب فى دخول هذا المجال، وكذلك تنظيم الوقت، لأن الوقت هو العامل الأساسى للفوز فى السباقات، وكذلك ممارسة التمارين المختلفة، والابتعاد عن التوتر، لأن السباق بأكمله عبارة عن اختبارات وأزمات والذكى من يخرج منها فى أسرع وقت، كما أن هذه السباقات أكبر مثال على أن المرأة المصرية قادرة على تحقيق التميز والتفرد فى مختلف المجالات، وفى حال أنها حصلت على الفرصة والإمكانات يمكنها تحقيق ما لم يقدر على تحقيقه الكثير من الرجال.