لحظة صدق

الإسراء والمعراج

الهام أبو الفتح
الهام أبو الفتح

الهام أبو الفتح

كل عام وأنتم بخير.. نحتفل غدا الاثنين بذكرى الإسراء والمعراج، وهو الحدث الذى قال الحق فيه: "سبحان الذى أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذى باركنا حوله لنريه من آياتنا" فقد أسرى بالرسول الأمين حتى يرى آيات الله فى الأرض وفى السماء أيضاً، ويقول الله تعالى فى سورة النجم: "لقد رأى من آيات ربه الكبرى ما زاغ البصر وما طغى "


كان الإسراء والمعراج حدثا فاصلا فى الرسالة الإسلامية، وقع فى نفس العام الذى مات فيه أكبر داعمين للرسول الكريم ماتت زوجته خديجة ومات عمه أبو طالب فجاءت هذه المعجزة دعما للرسول وللرسالة، وعندما علم قومه أمر الإسراء فى الصباح ثارت الأقاويل لم يصدقه بعضهم وهذا طبيعى فى أى أمر، بعضهم استغرب هل يعقل أن يذهب الى بيت المقدس ويعود فى ليلة واحدة، وقال أحد الخبثاء إن محمدا لم يسبق له رؤية بيت المقدس فليصف لنا هذا البيت، ووصف محمدا البيت بالتفصيل بل وأخبرهم بما شاهده فى الطريق وبأمر قافلة لهم كانوا متلهفين لمعرفة أخبارها، ووصفها الصادق الأمين وحدد مكانها فصدقه من طرح الأسئلة  وحين وصل النبأ أبو بكر رد الصديق بقولته الشهيرة: إن قال محمدا ذلك فهو صادق فإذا كنا صدقناه فى أمر الوحى فكيف نكذبه فى أمر الإسراء، تلك الرحلة المعجزة الى المسجد الأقصى بالقدس الشريف وإلى سدرة المنتهى حيث لم ولن يصل إليها بشر،

وهناك فرض سبحانه وتعالى "الصلوات الخمسة" بعد أن كانت خمسين صلاة لكنه سبحانه وتعالى قبل شفاعة نبيه فجعلها خمسا فى العمل وخمسين فى الثواب، يغنمها المسلمون خمس مرات فى اليوم، وقسمها الحق مع عباده كما يقول فى الحديث القدسي: «قسمت الصلاة بينى وبين عبدى قسمين، ولعبدى ما سأل، فإذا قال عبدي: الحمد لله رب العالمين قال الله تعالى حمدنى عبدي، فإذا قال الرحمن الرحيم، قال تعالى أثنى على عبدي، فإذا قال مالك يوم الدين قال الله تعالى مجّدنى عبدي، فإذا قال إياك نعبد وإياك نستعين، قال الله تعالى هذا بينى وبين عبدي، ولعبدى ما سأل، فإذا قال اهدنا الصراط المستقيم، قال الله تعالى هذا لعبدى ولعبدى ما سأل»
فى ذكرى الإسراء ما أحوجنا إلى تطهر الضمائر والنفوس والقلوب والنيات ليستجيب دعاءنا، فاللهم بارك لنا فى أرزاقنا وفى أعمارنا وأحفظ أهلى وأسرتي، اللهم احفظ بلدى مصر ورئيسها عبد الفتاح السيسى ووفقه فى كل عمل واجعل النجاح حليفه.