د. عباس شومان يكتب: كفوا عن ازدراء الدين

د. عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق
د. عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق

د. عباس شومان وكيل الأزهر الأسبق

اللغط الدائر حول الإسراء والمعراج يرجع إلى سببين، الأول: النظر إلى الإسراء والمعراج فى ضوء العلم وميزان العقل، وهذا خطأ، فالمعجزات جاءت تتحدى المألوف علميّا وعقليّا وإلا لم تكن معجزة، ولا يستدل بها على إثبات صدق رسول بأنه مرسل من ربه.


الثاني: التشكيك فى الثوابت وتشويه صورة الدين فى عقول الشباب، وهز ثقتهم فى كتاب ربهم وسنة نبيهم وتراث سلفهم الصالح. والسبب الأول أصله استعمارى غرسه فى ثقافتنا الاحتلال البريطانى لمصر، حيث دخلوا من مدخل مدح الدين الإسلامي، تحاشيا لغضب المسلمين، فقالوا: إنكم تنتمون إلى دين عظيم، لكن مشكلتكم أنكم لا تعرضون ما فى كتبكم على عقولكم والقوانين العلمية.

فتلقف بعض كتاب المسلمين هذه الوصية الخبيثة فى كتاباتهم للسيرة النبوية، فخربوا المعجزات لأن العقل والعلم لا يقبلانها، فأولوا الثابت منها تأويلا يناسب العلم والعقل، فقالوا عن الإسراء رؤية منامية..

وبدهى أن السبب الثانى مسلك استعمارى أيضا، فأول من شكك فى كون المراد بالمسجد الأقصى المسجد الذى فى فلسطين هم مجموعة من الكتاب اليهود، حيث زعموا أن الأقصى أحد مسجدين كانا على طريق الطائف وليس الذى بفلسطين، وقصدهم من ذلك فك الارتباط بين المسجد الحرام والمسجد الأقصى فى فلسطين، لإفقاد قضية فلسطين أهم ركائزها المحورية، وهو استعادة الأقصى الأسير.


ونسى هؤلاء البلهاء أن مسلما عاقلا لا يقبل هذا الطرح، فهل يعقل أن يكون مسرى الرسول للتسرية عنه إلى مكان لقى من أهله ما لقي؟ وهل يعقل أن مسجدا بهذه الأهمية يفرط المسلمون فى الحفاظ عليه فيصبح نسيا منسيا لا نعرف مكانه الآن؟

وهل الإسراء بالرسول من المسجد الحرام إلى هذا المسجد على طريق الطائف على مرمى حجر من مكة يُعد معجزة تسجل فى سورة تحمل اسم الحدث؟!


أما التشكيك فى المعراج الثابت بسورة أخرى وهى سورة النجم، فهدفه هدم الدين بالكلية، فمن المعلوم أن الصلاة فرضت فى رحلة المعراج، فإذا ثبت أن المعراج وهم لا حقيقة له، فتكون الصلاة كذلك، فإن بطلان المتبوع يستلزم بطلان التابع، وإذا سقط ركن الإسلام الأول العملى بعد الشهادتين، أمكن إسقاط بقية الأركان من زكاة وصيام وحج.


فيا هؤلاء كفوا عن تحمل الأوزار بازدراء الدين والتعرض لثوابته إن كنتم تؤمنون بالحساب، واعلموا أننا لكم بالمرصاد، وتذكروا أن علماء الأزهر كثر، وأن طلابهم يسهل عليهم إلجامكم ناهيكم عن شيوخهم الذين تقولون بأن المسلمين لا يحتاجونهم.

ويا شباب وفتيات ورجال ونساء المسلمين احذروا تلك الهجمة على دينكم، وخذوا علمكم عن الثقات، ودعكم من هذه الأبواق الكاذبة الضالة الممولة التى تستهدفكم. اللهم بلغت.

اقرأ أيضا | مفتى الجمهورية: المعراج وقع بالجسد والروح يقظة فى ليلة واحدة