كلام فى السينما

«أصحاب ولا أعز» هل يستحق هذا الجدل؟

هويدا حمدي
هويدا حمدي

هل يستحق فيلم « أصحاب ولا أعز « كل هذا الجدل وهذه الضجة ؟ ! .. بداية هو عمل فنى ، لك أن تشاهده أو ترفضه ، فليس هناك ما يجبرك أن تشاهد فيلماً أو تشترك فى منصة لا تتفق مع مبادئك أو معتقداتك ، كى تصرخ وتطالب بإغلاق منصة عالمية فى مصر أو محاكمة صناع الفيلم ،الذى لا يعدو إلا نسخاً متواضعاً لفيلم إيطالى شهير هو «Perfect Strangers» لباولو چينوفيز، والذى تمت إعادة إنتاجه ثمانى عشرة مرة خلال ستة أعوام فقط ، والفيلم العربى هو التاسع عشر وهو أقلها فنياً فهو يركز على الثرثرة فى حوار جرىء بلا عمق ودون الاهتمام بالصورة ، ودون أى إبداع خاص بالمخرج اللبنانى وسام سميرة أو ناسخ الفيلم إن صدق التعبير، فالمخرج  تعمد واعتمد على صدمة المشاهدين بالحوار المنقول نصاً و الذى لا يناسب المجتمع الشرقى ليضمن نسبة عالية من المشاهدات ، وتحقق له ما يريد ، فالجدل الدائر جعل الفيلم المتواضع شكلاً ومضموناً فى مقدمة الأفلام الأعلى مشاهدة على منصة نيتفليكس فى المنطقة العربية !

الفيلم عن سبعة أصدقاء ، تبدو حياتهم مثالية ، حتى يلتقوا ويقرروا أن يلعبوا لعبة قذرة ، يفتح كل منهم تليفونه ليكشف للجميع أسراره ، وهنا تنقلب السهرة لجحيم ، حين تفتح اللعبة باب جهنم ، وتفضح حياتهم الخفية ، ويثور بعضهم لكرامته حين يكتشف أن شريك حياته يخونه بشكل أو بآخر، ويكتشف الأصدقاء أن أحدهم مثلى ، فيترك الجميع كل العلاقات الفاسدة أمامه ، ويصب غضبه على الصديق المثلى ، وتتصاعد الخلافات وتشتعل طوال الليل ، لنتوقع أنها استسلمت لخرابها الداخلى ، ولكن يعود كل لحياته، كأنه لم يعرف شيئًا ، وهو مايحدث فى حياة كثيرين حولنا .. نحن فقط لا نريد أن نصدق ! .

الفيلم يدين تأثير العالم الافتراضى ومواقع التواصل التى فككت مجتمعاً ضعيفاً هشاً وتمكنت منه حتى تكاد تدمره ، ويعرى شريحة بعينها - لا تعيش فى مصر أصلا- وإن كانت الألفاظ الفجة والمرفوضة فى الحوار أصبحت تطاردنا للأسف ، وما يحدث الآن من جدل فى مواقع التواصل الاجتماعى وبرامج التوك شو حول الفيلم هو أكبر دليل على ذلك ، تحول الجميع إلى لغو لا يفيد ، وأصبح الفيلم وأبطاله « تريند « بلغة العصر ، و كان الأفضل أن تغلق شاشة التليفزيون ولا تشاهد مالا يروق لك ، أو تراه هادماً لأخلاق وقيم الأسرة ، أو تلغى اشتراك نيتفليكس بدلاً من صب غضبك عليها ، واتهامها بزلزلة كيان وأعمدة المجتمع للإشارة لملابس منى زكى الداخلية التى لم تظهر بها طبعاً لكنك وضعت منى فى قالب لاتريد أنت أن تكسره ،أو لأن أبا سمح لابنته بتجاوزات أخلاقية  - موجود بيننا الآن بكل أسف حتى إن لم تره ، أو لوجود شخصية مثلية  ظهرت كنموذج مرفوض حتى من الأصدقاء الذين يعيشون حياة مزيفة فاسدة !