وحي القلم

توشكى الحلم والحقيقة

صالح الصالحي
صالح الصالحي

توشكى كلمة السر والحديث الرائج فى منتصف تسعينيات القرن الماضى.. الدكتور كمال الجنزورى يشرح ويسهب فى استحالة العيش فى الدلتا مما يتطلب الخروج من الوادى.. الحديث طال وطال. وتم تنظيم الرحلات لزيارة توشكى.. وخصصت الأراضى لرجال الأعمال والشركات.. ولكن على مدار أكثر من ٢٠ سنة كان كل ذلك مجرد حبر على ورق.. ولم يترجم حلم توشكى إلى حقيقة.. بل أكثر من ذلك، تناسينا هذا المشروع وتوقفت أخباره وكأنه أصبح من سابع المستحيلات تحقيقه.

حتى قامت ثورة ٢٥ يناير وتم سحب الأراضى من الشركات ورجال الأعمال غير الجادين. ورغم ذلك لم يتحرك المشروع خطوة للأمام.. وكل ما كان يدور حوله أنه يحتاج لاستثمارات ضخمة لتنفيذه.. وظهرت عقبة أكبر من الاستثمارات وهى من أين لنا بالماء الذى يحقق حلم الزراعة فى هذا المشروع؟!.. وخاصة أن مصر دخلت فى منطقة الفقر المائى.. ولم تعد حصتها من مياه النيل كافية.. حتى استيقظنا على خبر سعيد.. خبر أعلنه الرئيس عبد الفتاح السيسى.. خبر يحمل بشرى سارة بتحويل الحلم إلى حقيقة.

فى أقل من عام تمت زراعة ٣٠ ألف فدان قمح وخلال ٣ أشهر من بداية المرحلة الأولى تم الانتهاء من تجهيز حوالى ١٠٠ ألف فدان للزراعة وجارٍ تجهيز ١٠٠ ألف فدان أخرى سوف تكون جاهزة للزراعة بنهاية العام الجارى.
 ومن أين لنا بالماء الذى يحقق هذا الحلم؟.. الإجابة كما أعلنها الرئيس عبد الفتاح السيسى أن المياه المستخدمة فى مشروع توشكى من مياه محطة بحر البقر.. وهى عبارة عن مياه صرف زراعى تمت معالجتها للوصول للاستخدام الأمثل فى الزراعة.

فرحة المصريين بهذا المشروع الذى تحول من حلم كان مستحيلا تحقيقه بكل المقاييس بعدما سيطر عليه الإحباط والتشاؤم لسنوات وسنوات إلى حقيقة وواقع لا تقل عن فرحتهم بالعديد من المشروعات بدءا من قناة السويس الجديدة إلى حياة كريمة.
 مشروع توشكى أصبح اليوم أهم المشروعات القومية فهو يحمل مستقبلا واعدا ومشرقا للجيل الحالى والأجيال القادمة.

اليوم نرى حلم خلق وادٍ جديد فى الصحراء على مساحة ٥٤٠ ألف فدان سوف يصل فى المستقبل لنحو مليون فدان موازيا للنيل يتحقق أمام أعيننا.
 المشروع أطلق عليه توشكى الخير.. وأنه بحق كل الخير فهو سوف يجعل المصريين يكتفون ذاتيا بغذائهم.. ويجعل مصر بإذن الله سلة الغذاء للعالم فى عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى والذى عودنا دائما منذ توليه الحكم بأنه لا مستحيل مع العمل وأن أحلام المصريين تتحول إلى حقيقة وواقع بالإصرار والعزيمة.