نهار

مقهى ريش..

عبلة الروينى
عبلة الروينى

لا هى من مثقفى المقاهي، ولا من رواد مقهى ريش... ولا هى باحثة متخصصة فى التاريخ ولا فى العمارة، ولا فى الوثائق والمخطوطات ما الذى يدفع الشاعرة والروائية الإماراتية ميسون صقر، لإصدار كتاب عن «مقهى ريش» توثق خلاله تاريخ المقهي، وتمد بصرها فى إطلالة بانورامية، لتوثيق مقاهى القاهرة الثقافية، وبنايات وسط البلد أو القاهرة الخديوية؟ ما الذى دفعها للبحث والتقصى وجمع الوثائق وتحليلها، طوال عشر سنوات، حتى اكتمل الكتاب «مقهى ريش.. عين على مصر» الصادر قبل أيام عن دار نهضة مصر؟


ليست سوى إجابة وحيدة.. الشعور بالانتماء والحب العميق لمصر..

البلد الذى عاشت فيه ميسون صقر منذ الطفولة الى اليوم، صارت مصرية القلب والروح.. انتماء عبرت عنه بإحساس المسئولية وبالفعل الإيجابي، تصون خلاله ذاكرة ثقافية وجمالية ووطنية أيضا..

فالكتابة عن «مقهى ريش»تتجاوز الكتابة عن دور ومكانة المقهى فى الحياة المصرية «رغم أهميته»..

الى دور مقهى ريش تحديدا فى التاريخ الفنى والثقافى المصري، وارتباطه بالمثقفين والكتاب والمبدعين منذ سنوات العشرينات الى اليوم، بحضور خاص وتأثير أهم لكتاب الستينات واليسار المصري، ساهم فى صياغة بعض من ملامح وهوية المقهي..

ولريش تاريخه الفني، فهو أول  مسرح فى القاهرة، غنت عليه أم كلثوم وهى مرتدية العقال ١٩٢٣ وعلى مسرح ريش أيضا غنى صالح عبد الحى ومنيرة المهدية....

وقدمت فرقة عزيز عيد العديد من المسرحيات، بطولة روز اليوسف والريحانى وحسين رياض وسليمان نجيب..

تاريخ ثقافى طويل وتاريخ سياسى ووطنى أيضا، شهد فيه المقهى منذ تأسيسه حراكا سياسيا، وارتبط بتظاهرات وأحداث وطنية وثورات من ثورة ١٩١٩ الى ثورة يناير٢٠١١.