خبراء: استقرار الدولار والشحن وتوافر الموديلات

سوق السيارات حلبة توقعات| جدل حول استمرار تراجع الأسعار أو الثبات والارتفاع

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتبت: رانيا غنيم

مع ارتباك سوق السيارات خلال الفترة الماضية، والذي شهد انخفاضا في الأسعار ثم زيادتها نسبيا مرة أخرى في فترة وجيزة، ومع عزوف العميل عن الشراء؛ يبقى المشهد غير واضح المعالم، "أخبار السيارات" رصدت آراء خبراء ومتخصصين في هذا القطاع -الذي يفاجئنا يوما بعد يوم بمستجدات- في محاولة لقراءة المشهد العام للسوق فى حركة البيع والشراء والتوقعات المستقبلية.

◄ تحرك السوق من الركود إلى الانتعاش

يقول نور الدين محمد، المدير التنفيذى لشركة الصفا للتجارة والاستيراد "وكلاء زوتى"، أن التخفيضات الأخيرة سوف تستمر وذلك فى ظل محاولات القيادة السياسية الدائمة من أجل تحسين معدلات الاقتصاد والسيطرة على السوق الموازية للعملة الصعبة، كما أن الركود الذى يمر به قطاع السيارات فى الوقت الحالي سيؤدى إلى المزيد من التخفيضات كمحاولة لتنشيط السوق مرة أخرى. 

ويضيف أن سوق السيارات مثل باقى الأسواق يتأثر بالعوامل الاقتصادية الموجودة، ولذلك فأن أى تحرك فى سعر الدولار ينعكس مباشرة على أسعار السيارات حالها كحال أى منتج أخر، يقابله الكثيرمن الصعوبات مثل توفير العملة أو الأحداث العالمية التى تؤثر على الحركة اللوجيسيتية فتتأثر أسعار الشحن، ولذلك فإن الانخفاض أوالارتفاع فى الأسعار مرهون بالأوضاع الإقتصادية سواء بالسلب أوبالإيجاب.

◄ تسعير الدولار
ويشير حسن الاسكندراني مدير تسويق"هوندا"، إلى أن التخفيضات الحالية التى يشهدها قطاع السيارات من الوكلاء كانت لبعض الشركات التى كانت تقوم بتسعير الدولار بقيمة 75 جنيها أو أكثر وذلك تحسبا للزيادات المستمرة، وقامت هذه الشركات بوضع أسعار استرشادية رغم عدم توافر السيارات لديها، ويشير إلى أن الدولار الجمركى الذى كان سعره يصل إلى 31 جنيها وصل سعره فى الوقت الحالى إلى 46، مما أدى إلى زيادة فى سعر السيارات حتى لو كان الوكيل ملتزم بسعر البنك وليس أسعار السوق السوداء.

ويضيف الاسكندرانى أن توافر العملة في البنك المركزي والبنوك المصرية يعطى فرصة لضخ المبالغ المطلوبة للوكلاء، مما يؤثر بالإيجاب على أسعار السيارات،ولا ننكر أن ظاهرة الأوفربرايس بدأت فى الانكماش مؤخرا، وهذا يعد أثرا إيجابيا يشهده قطاع السيارات فى الوقت الحالي.

◄ نتيجة طبيعية
يرى عمرو سليمان رئيس مجلس ادارة شركة الأمل، أن التخفيضات التى يشهدها سوق السيارات المحلي تعد نتيجة طبيعية لتراجع أسعار الدولار، ولكن الأهم لدينا فى الفترة الحالية هو أن يحدث ثباتا في الأسعار، حتى لا تحدث قفزة أخرى، لأن سوق السيارات يتأثر بالعوامل الأقتصادية المتغيرة مثل القطاعات الأخرى.

 

◄ اقرأ أيضًا | ننشر أسعار أرخص سيارات جديدة بمصر اليوم

 

◄ الشركات المصنعة
يوضح أحمد الغراب، مدير مبيعات بى أوتو، أن قرار وكلاء السيارات بالسوق المحلى بخفض أسعار السيارات جاء بسبب تراجع أسعار الدولار، ولكنه توقع أن تتزايد أسعار السيارات في النصف الثانى من العام الحالي.

ويضيف قائلا: أتوقع زيادة النسبة الأكبر من الأسعار قبل هذه المدة، لعدة أسباب منها أن الشركة المصنعة تقوم بتغيير سنة الصنع لكل علامة، الزيادة تكون مع تغيير الشكل وبالطبع الشكل الجديد يأتى بسعر جديد، كذلك عدم تحقيق الوكلاء في السوق المحلى للأرقام المستهدفة عن العام الماضي يعرضهم إلى الحرمان من الدعم المادي الذى يقدم لهم من الشركة الأم فيسبب ذلك زيادة في الأسعار، فضلا عن عدم إمكانية وفاء البنوك بتدبير المبالغ المطلوبة للوكلاء لاتمام صفقات شراء السيارات من المصنع، إضافة إلى الأحداث السياسية بمنطقة الشرق الأوسط والصراعات الموجودة بالمنطقة والتى تؤثر على اقتصاد المنطقة بالكامل.

◄ استقرار نسبي
يقول محمد فريد مدير عام مبيعات شركة جميل موتورز، إن سوق السيارات المصري الآن في حالة استقرار نسبى وليس كلى نظرا لهبوط سعر الدولار للشراء وارتفاع الدولار الجمركى وسوف ينعكس ذلك بشكل طفيف على السيارات الأوروبية الصنع، وبالرغم من اختفاء ظاهرة الأوفربرايس وتغاضى التجار عن نسبة كبيرة من هامش الربح فى سبيل عدم ركود السوق، ولكن الأمر فى يد العملاء نظرا لعزوفهم عن الشراء وهم فى حالة ترقب مستمر لأسعار السيارات انتظارا لمزيدا من التخفيضات.

ويضيف محمد فريد أنه يوجد نقطة شديدة الأهمية فى توقف الشراء أيضا وهى الفوائد المرتفعة بالبنوك على تقسيط السيارات والتى تخطت حاجز 20 % مما أثقل على "الزبون"وجعله ليس قادرا على الخوض فى أقساط وفوائد لا يستطيع تحملها، والجدير بالذكر أن الأسعار عاودت الارتفاع مرة أخرى لعدم وجود تنوع فى الموديلات بالسوق عامة.

ويتمنى فريد أن تتوافر العملة فى البنك المركزى والبنوك المصرية لاعطاء فرصة لضخ المبالغ المطلوبة للمصنعين والوكلاء،وأيضا عدم الضغط على السوق الموازى للعملة الصعبة،وبالتأكيد سوف يؤثر ذلك بالإيجاب على أسعار السيارات ويؤدى إلى ثباتها مما يعطى الأمل لتحسن السوق تدريجيا خلال الفترة القادمة.

 

◄ القرار الصائب
يرى أحمد جميل، رئيس قسم المعارض والتسويق بالشركة المصرية الأوروبية للسيارات احدى شركات القصراوي جروب، أن السوق المصرى يشهد حاليا استقرارا فى الأسعار، ولا يوجد أى نية لزيادات أخرى لطرازات السيارات فى الوقت الحالى، أما عن انخفاض الأسعار الذى شهده السوق فى الفترة الماضية كان مرتبطا باستقرار سعر العملة.

ونأمل أن يستمر السوق فى التحسن التدريجى فى البيع والشراء، وأن يأخذ العميل القرار الصائب للشراء فى الوقت الحالى.

 

◄ المعارض والتجار
ويشير منتصر زيتون"خبير السيارات"، إلى أن تخفيض أسعار السيارات خلال الفترة الماضية من قبل شركات السيارات كان نتيجة لتراجع أسعارالعملة الصعبة ولكنه حدث بشكل متخبط وعشوائى بسبب توقف حركة التداول فى البيع والشراء مع ركود تضخمي، فالتخفيضات كانت بدايتها من خلال الموزعين وقيامهم بإلغاء الأوفربرايس رغم انهم باعوا السيارات للمعارض والتجار محملة بالأوفربرايس ما كبدهم خسائر كبيرة ورفضهم رد هذه المبالغ للتجار. 

ويضيف: جاء بعد ذلك تخفيضا من الوكلاء والذى وصل فى بعض الأنواع لأقل من التكلفة الجديدة وتكبدت المعارض والتجار خسائر جديدة ما بين أوفربرايس يرفض الموزع رده وفرق السعر الرسمى للوكلاء الذين رفضوا أيضا التعويض عنه، ولكن فى النهاية أجبر الجميع على تخفيض الأسعار لتستقر على الأسعار الرسمية للوكلاء.

ولكن السؤال هل هناك مخزون؟! للأسف المخزون ضعيف للغاية، إضافة لتوقف المناطق الحرة لأنها قامت بالبيع بطرق مخالفة للنظام حيث يشترط للبيع داخل مصر أن تقوم بتصدير نسبة للخارج، وعليه لم يعد هناك سبيلا لتوفير السيارات إلا بفتح الاستيراد وسيتم ذلك بعمليات محدودة من حصيلة شراء البنوك للعملة مؤقتا وبالتالى ستكون نسب محددة الأمر الذى سوف يؤثر سلبا على المخزون فى الأيام المقبلة.

ويرى زيتون أنه لن تكون هناك تخفيضات فى الأيام القادمة ولكن يتوقع ثباتا مؤقتا فى الأسعار ولكن ستبقى ظاهرة الأوفربرايس وقد بدأت تعود بالفعل فى بعض الأنواع التى بدأ نفاذ المخزون منها.

◄ موديلات 2025
يؤكد سامح صالح، مدير تسويق شركة الرواد، أن التخفيضات التى يشهدها سوق السيارات فى الوقت الراهن سوف تستمر فى ظل توافر العملات الأجنبية فى البنوك، وثبات سعر الصرف، مع توافر موديلات وطرازات السيارات لعامى 2023، 2024، وأيضا مع اقتراب طرح موديلات 2025 بالشركات، جميع هذه العوامل سوف تؤدى لاستقرار سوق السيارات، وعدم الاحتياج للسوق الموازى للعملة، وبالتالى سوف يأخذ العميل القرار بالشراء وبالتالى تحريك السوق من الركود إلى الانتعاش.

 

◄ «الزبون»
ويرى كريم السلكاوي، مديرالتسويق بمجموعة "بودى جروب"، أن تراجع أسعار الدولار بالسوق الموازى خلال الفترة الماضية كان له أثرا كبيرا في تراجع الأوفر برايس الذى كان يمثل عائقا كبيرا فى سوق السيارات المصرى، وبدأت أسعار الوكلاء فى التراجع مما أحدث حالة من الانخفاض الكبير في أسعار السيارات، وفى سوق المستعمل أيضا.

ويضيف أن النقطة البالغة الأهمية هى "الزبون" وكيف قام بقراءة السوق ونتيجة لذلك امتنع عن الشراء لحين استقرار الأسعاروالتى تجاوزت حدود دخل المستهلك العادي، ولكن هناك نسبة بسيطة من العملاء هى التى قامت بالشراء ولكن تأثير تحرك السوق لتلك النسبة كانت ضئيلة جدا، وخلال الفترة الماضية -شهر رمضان و عيد الفطر- حدث ركودا تاما فى عملية البيع والشراء عكس الأعوام السابقة التى كانت تلك الفترة بها تشهد رواجا إلى حد ما، فالسوق خلال هذه الفترة مضطرب والعميل غير مستقر فى قرار الشراء.

◄ أسعار الشحن
ويوضح علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية، أن التخفيضات التي شهدها قطاع السيارات في الآونة الأخيرة، هى استجابة سريعة من وكلاء الشركات لخفض أسعار طرازاتهم، و ذلك بعد انخفاض سعر الدولار عقب الإعلان عن توقيع صفقة تطوير رأس الحكمة والتمويلات من الاتحاد الأوروبي وصندوق النقد الدولي وضخ العملة الصعبة للمساعدة فى ضبط الأسواق خاصة سوق السيارات.

أما عن زيادة أسعار السيارات مرة أخرى فيقول السبع إن هذا يترتب على سعر صرف العملة أو زيادة أسعار الشحن لأن مشكلة باب المندب لم تتضح بعد والرؤية غير واضحة فى تكلفة عمليات الشحن خلال الفترة القادمة، خصوصا السيارات القادمة من شرق أسيا "الصين، اليابان، كوريا"، ونتمنى أن يبقى الوضع على ما هو عليه فى قطاع السيارات وفى رأيى لا يوجد تخفيضات فى أسعار طرازات السيارات في الفترات القادمة.