تاج

نظرية الهري!

محمد وهدان
محمد وهدان

«هقولكم كلمة بتقولوها كتير بلاش هرى».. بتلك الكلمات أنهى الرئيس عبدالفتاح السيسي، تعليقه حول أزمة السد الإثيوبي، أثناء فعاليات المؤتمر الأول لمشروع القومى الجبار«حياة كريمة» لتنمية قرى الريف المصري باستاد القاهرة، وإذا أردنا أن نعرف معنى الكلمة فستجدها عبارة اعتراضية على الكلام غير الجاد والذي لا فائدة منه وفقا لمعاجم اللغة العربية؛ ولأن لكل شعوب الأرض فلسفة حياة؛ فإن الكثير من المصريين يطبقون «نظرية الهرى» في حياتهم بكل حب وصدق؛ متفردين منذ فجر التاريخ فى تطبيقها؛ لكن الفارق الوحيد أنه لم تكن هناك سوشيال ميديا قديمًا، فكان الهبد محدود الانتشار، أما الآن فأصبح الهبد متاحًا وسهلًا للجميع، تجد مليون خبير عسكري وسياسي يحدثونك عن أزمة سد النهضة ومئات الخطط العسكرية لاحتلال أثيوبيا.

مليون عالم فيروسات يحكون لك عن مخاطر فيروس كورونا وكيفية الوقاية منه بزهرة الكركديه والترمس.. مليون ناقد فني يكتبون عن مشاكل وأزمات الفنانين وينصبون أنفسهم قضاة يصدرون أحكامهم على المجتمع.. أعلم أن «الهري» يتناسب طرديا مع كل «هرية» من «هرياته»؛ لذا فإنك ستجد قوة الهبد لدى المصريين تساوي «سرعة الافتكاسة على زمن الهري فى المقاومة»؛ وطبعًا وحدة القياس بالميجا «هرتل»، وهي النظرية السائدة الآن على السوشيال ميديا؛ لذا يجب علينا ألا نفقد الثقة يومًا في قيادتنا وحكومتنا، وستكون أول المتضررين إذا ما حدث شئ.

● الخلاصة: «ليس من مصلحتنا إظهار قلقنا المبالغ فيه على منصات التواصل الاجتماعية؛ أعلم أن المصريين يعشقون نيلهم وبلادهم ورئيسهم، ولكن ليس بهذه الطريقة تدار دولة كبيرة بحجم مصر.. اهدوا شوية وكفاية «هبد وهري».

● ‏دعاء : «يارب أنت السلام ومنك السلام، سلم قلبي من أذى الدنيا وحزن الأيام، يارب إن كان في نفسي انكسار فلا جابر له سواك، إن لامس قلبى شيء من أنين، فإنه لا يعلم بحالي إلا أنت، فاجعل لي من كل ضيق مخرجًا».