التغييرات التى حدثت فى الشركة المتحدة للإعلام تدعونى إلى أن أسأل لماذا لا نعد أنفسنا من الآن ليكون لنا قناة دولية، جانب القناة الاقليمية المزمع بثها فى الربع الاول من العام القادم، الغرض من بث قناة دولية هو التصدى للقنوات الصفراء التى تهاجمنا، وبنفس لغتهم الاجنبية نتعامل معهم، نحن لسنا عاجزين فى أن تكون قناتنا باللغة الانجليزية ومصر غنية بالمواهب التى تجيد الانجليزية بطريقة أفضل من أصحابها، المهم أن نتواصل فى الحوار مع المواطن الامريكى والمواطن الأوروبي، قناة الجزيرة لها قناة دولية باللغة الإنجليزية، والأمريكان يعرفون أخبار الدول العربية منها، فلماذا لا تكون مصر بوابة للأخبار العربية وباللغة الانجليزية.. أعتقد لو تحقق ذلك سيكون أعلامنا قد حقق طفرة سياسية، فمصر ليست بلد النكتة والدراما فقط، نحن نصنع الخبر السياسي، وقادرون على اكتساب محبة البيتين الأمريكى والأوروبي..
الشيء الذى أسعد المصريين أنهم من يومين خرجوا علينا بحزمة من التغييرات أطلقها الدكتور حسام صالح مساعد رئيس الشركة فى هيكلها الجديد، ومعروف عن هذا الرجل علمه وخبرته تكنولوجيا فهو فعلا عصب قوى للإدارة، خرج علينا وأعلن أن الشركة المالكة لإعلام المصريين قد غيرت جلدها وغيرت سياستها وغيرت مجلس إدارتها، ليصبح الاقتصادى الكبير حسن عبد الله رئيسا لمجلس الادارة، وقد ضم معه فى عضوية المجلس الوزير أشرف سلمان الذى كان حجة الاستثمار فى مصر، ثم المبدع الموهوب محمد السعدى نجل الكاتب الكبير المغفور له النابغة السعدى من أعيان مغاغة، ثم الدكتور محمد سمير كمستشار قانونى ومن أعضاء المجلس السابق الشاب النابغة عمرو الفقى والذى خاض مشواره بشرف فى بداية احترافه مهنة تعظيم قيمة الاعلام..
أما تامر مرسى والذى ينفرد بعرش الانتاج السينمائى قبل رئاسته لإعلام المصريين، ظل أربع سنوات صمام الأمان لهذه الشركة، ولكى نكون صادقين فقد استلمها مثقلة بالديون وظلت تحقق خسائر إلى أن حققت لأول مرة ما يقرب من ٢٦٠ مليون جنيه أرباحا هذا العام، لذلك كان ملزما فى أن يحقق توجيهات القيادة السياسية فى أن يكون الاعلام المرئى فى خدمة المواطن المصري، لم يجادل عندما اتخذ قرار فتح الابواب أمام المواهب الشابة والنابغين من أهل الفن ومؤلفى الدراما والمنتجين الشبان، ولأنه يتمتع بسعة صدر ودماثة خلق فقد رحب برئيس المجلس الجديد، وكان سعيدا أن تسند الادارة لرجل عبقرى فى الاقتصاد فى مكانة حسن عبد الله الذى كان يتمتع بمكانة رفيعة فى القطاع المصرفى..
طبعا كل شيء تغير الآن وحدثت مصالحة مع الجميع، وأصبح لنقابة المهن الفنية ونقابة الفنانين شرعية فى توزيع الادوار، وعلقت الشركة يافطات ترحب بكل عمل..هنا حدث توازن فى توزيع الادوار والأجور، الشهادة لله وجدت تغييرات الشركة المتحدة قبولا وارتياحا من المنتجين والفنانين وأصحاب المواهب، ولأول مرة يكرم إعلام الدولة أبلة فضيلة والكاتب صالح مرسي، والكاتب وحيد حامد والكاتبة ماما نعم الباز فسوف تطلق مسابقات باسمائهم..
على أى حال يوم أن تبث الشركة قناة باللغة الانجليزية ستكون الاشارة بدخول إعلامنا الساحة الدولية، وساعتها سنتخلص من أننا نرد على بعض من خلال قنوات محلية، ومصر أم الدنيا سيكون لها شعار بكل لغات العالم.. قولوا ياريت..
