حنان عز الدين
اصطدم طائر بزجاج طائرة إيرباص «A 320» تابعة لشركة دلتا للطيران الأمريكية رقم 2281 تسبب فى تصدع الزجاج الأمامي للطائرة رغم أنه مكون من 3 طبقات من الزجاج المقوى, وهى مصممة لتحمل الطيور والثلج والبرق مما اضطر قائد الطائرة إلى العودة لمطار هارتسفيلد جاكسون أتلانتا الدولى بولاية جورجيا بأمريكا, بعد 47 دقيقة فقط من المغادرة ولم يصب أى من أفراد الطاقم أو الركاب كان من المفترض أن تصل الرحلة إلى مطار رونالد ريغان الوطنى بواشنطن وتؤكد إدارة الطيران الفيدرالية بعد الحادث أن هناك 15 ألف ضربة تتسبب بها الطيور خلال العام.
لكن هل يستطيع طائر أن يسقط طائرة؟ سؤال يتردد في أذهان بعض المسافرين أو غير المسافرين رغم أن جسد الطائر ليس صلباً إنما جسد يختلط فيه الدم مع اللحم وأكثر مكون فيه هو الماء إلا أن سرعة اصطدام الطائر بالطائرة الناتج عن سرعة الطائرة العالية قد يتسبب في أضرار بالغة في هيكل الطائرة الخارجي.
كما يؤكد أحد المسؤولين المتخصصين أن فرص الاصطدام تزيد في الارتفاعات المنخفضة أثناء الهبوط أو الإقلاع أو فى مرحلة الاقتراب من المطار، حيث لا يمر يوم إلا ويحدث اصطدام بين طائر وطائرة في مكان ما فى العالم.
وتتدرج خطورة الاصطدام حسب قوتها على شكل بقعة حمراء علي زجاج كابينة القيادة أو جسد الطائرة حتى درجة تعطل المحركات في حالة دخول سرب من الطيور الكبيرة إليها، وتحضرنا القصة الشهيرة لتوقف كلا المحركين لطائرة من طراز الايرباص 320 فور إقلاعها من مطار كيندي في نيويورك وقد استطاع القائد الانزلاق الهوائي والنزول على الماء في بحيرة لونج أيرلاند في نيويورك، وأحسن التصرف حيث تم إنقاذ جميع الركاب بعد ارتطام الطائرة في الماء وطوافانها لدقائق وقد كرم الرئيس الأمريكي الأسبق قائد الطائرة لحسن تصرفه.
ومن الناحية النظرية، يمكن للمحركات أن تصمد أمام طائر يصل وزنه إلى 2 كيلو جرام علي سبيل المثال فـ « غراب» واحد لا يشكل تهديداً خطيراً, لكن إذا اصطدمت الطائرة بسرب من الغربان أو سرب من الطيور وكانت علي سرعة 690 كيلومتراً في الساعة، فستكون الصدمة قوية ومن الممكن أن تتسبب في مشكلة بالطائرة إذا لم يكن القائد متدرباً علي كيفية التعامل في مثل هذا المواقف.
والمشكلة الكبري وصول الطيور للمحرك لأنها من الممكن أن تعطل المحرك أو تصطدم بقمرة القيادة وتؤدي لتشققها والطيار بطبيعة الحال متدرب علي كيفية التعامل مع مثل هذه الطوارئ، وعلي سبيل المثال قد يأخذ قراراً بالهبوط الفوري .
ومن أشهر الكوارث المرتبطة بالطيور هي تحطم طائرة L-188 في مطار بوسطن في عام 1960، أثناء الإقلاع، اصطدمت الطائرة بسرب من طيور الزرزور، وتعطل كلا المحركين. ولم يتمكن الطيارون من السيطرة على الوضع وتحطمت الطائرة. ومات 62 شخصاً.
وفي عام 2009، اصطدمت طائرة إيرباص 320 التابعة للخطوط الجوية الأمريكية بسرب من الأوز ودخلت الطيور في التوربينين للطائرة. تمكن الطاقم من الهبوط بمحركين معطلين في مياه نهر هدسون. نجا 155 شخصًا كانوا على متنها ففي الصحافة الأمريكية، يُعرف الحادث باسم «الأعجوبة على هدسون».
