عجب محفوظ عجب
هذه الرسالة بعث بها القارئ س. ص. ع يطلب الرأى والمشورة
عزيزى عجب
بعد التحية
أنا زوج مصرى تقليدى جدا ممل للغاية لكن عايش حياة مستقرة لطيفة مع زوجتى وأطفالى.. خلال الفترة الماضية تحولت حياتى الى كابوس بسبب أحلام زوجتى ففى ليلة ليست ببعيدة فوجئت بها تصرخ أثناء نومها «لاء ياطارق.. لاء ياطارق «.. طارق ؟.. مراتى وطارق فى الحلم وعلى سريرى!
بسرعة راجعت أسماء أولادى المتهم دائما بنسيانهم فلم أجد بينهم طارق..فتحت هاتفها لأبحث عن أى طارق لم أجد راجعت شجرة عائلتها وعائلتى واصدقائنا لا طارق بينهم..تتبعت تفاصيل حياتها وخط سيرها اليومى فلم أجد جديداً فالمدام من المطبخ لترابيزة المذاكرة والعكس.. إذن مين طارق الذى يطارد زوجتى فى احلامها؟.. اقنعت نفسى أنها هلاوس من ضغوط مذاكرة العيال خاصة وأنها تحمل هذا العبء وحدها بعد أن أوهمتها أن أمير الشعراء احمد شوقى عندما قال «الأم مدرسة « كان ذلك بسبب قدرة الأمهات الجبارة على المذاكرة للأولاد بعكس الآباء محدودى الفهم والذكاء.. والحقيقة انها «بطيبة» شديدة فرحت «بالكلمتين دول» ونجوت أنامن هذه المهمة الصعبة.
أيام قليلة وإذا بطارق يعود مرة أخرى الى حلم زوجتى فقد استيقظت مفزوعا على صوتها « بلاش أونلاين ياطارق.. يانهار مش معدى زوجتى تتواصل مع طارق « أون لاين». فتشت فى قائمة أصدقائها على الفيس والواتس وتويتر لم أجد طارق، أخرجت كل خبراتى فى فنون اختراق الحسابات لكن « الست صفحتها بيضة» والأمور فى حياتها تسير بشكل طبيعى ربما الشىء الوحيد الذى لفت نظرى هو حالة «الهطل» التى حلت عليها مؤخرا وكثرة ترديدها لأغانى «الحلزونة «و»أنا مش عارفنى « ثم تردد كلمات وطلاسم غير مفهومة ظننتها من أعمال السحر والشعوذة مثل «اودمودو».. تطورت حالة زوجتى فأصبحت تتقمص شخصيات مختلفة حتى رأيتها مرة تنعق كالضفدعة وتقفز كالأرنب وعرفت بعد ذلك ان ماتفعله أعراض طبيعية تصيب الأمهات ممن لديهن أبناء فى المرحلة الابتدائية.
أدركت ان الحالة تدهورت تماما عندما وجدتها تحدثنى عن رفاعة الطهطاوى وعلى مبارك وأحمس فزوجتى آخر عهدها بالعلم درس «عم حسن والكرنبة» الذى علق بذاكرتها لا لشىء إلا لحبها الشديد ل «محشى الكرنب» .. إذن ماذا حدث!
تصرخ زوجتى فى المساء.. اه يا قلبى، فأقول فى نفسى طبعا أكيد حب طارق» واجع قلبها».. أرد عليها ببرود معتاد سلامتك ياحبيبتى أجيبلك باندول وهو وصفتى الوحيدة لكل الأمراض التى تداهمها مهما بلغت شراستها.. ترد أنا بموت.. أستمر فى استظرافى فتنظر لى بغيظ أنا بموت.. أدركت ان الموضوع بجد فأخذتها للطبيب، الذى أخبرنى أن زوجتى وبسبب ضغط ما تعانى من مشكلات بالقلب..
بعد أيام تعاود زوجتى الشكوى من آلام المعدة والبطن ، وتعود الشكوك الى عقلى «أكيد طارق».. لكن الطبيب يخبرنى أن قولون المدام أوشك على الانفجار بسبب التوتر والحقيقة أننى لا أرى مبررا لأوجاع قولون زوجتى وقلبها ومعدتها.. فزوجتى فقط تذاكر للأولاد.
عزيزى عجب أرجو منك مساعدتى فى معرفة مين طارق الذى يطارد زوجتى فى أحلامها؟.. والسؤال الأهم المدام هتكمل معانا؟
انتهت رسالة القارئ س. ص. ع وأقول له..
عزيزى «س» استذكاؤك واستظرافك «مش مقبولين».. وكل من أعرفهم من» الطوارق» علماء أجلاء ومسئولون أكفاء.. اما أحلام الست زوجتك فتفسيرها عند الشيخة رقية وسامحك الله فقد أضعت وقتى فى قراءة رسالتك وتسببت فى تأخرى عن موعدى مع الدكتور الجليل طارق شوقى وزير التعليم.
