كلام فى السينما

متى تعود الحياة ؟

هويدا حمدى
هويدا حمدى

هويدا حمدى

فى أمريكا.. رغم كل ما فعله بها كورونا لم تتوقف الحياة فى هوليوود قلعة صناعة السينما.. أغلقت دور العرض لكن الاستوديوهات لم تغلق أبوابها، المنصات مثل نتفليكس وديزنى وأمازون وغيرها كانت ورغم كل المآخذ والمخاوف هى طوق النجاة من غرق سفينة ضخمة لا يستهان بها فنيا واقتصاديا وسياسيا.. احتوت المنصات جيشا كبيرا من العاملين فى صناعة السينما والترفيه واحتوت أيضا أفلاما ومسلسلات وبرامج كان من الصعب أن تتوقف.. لكن كان هناك أفلام مستحيل عرضها خارج حدود دور العرض بشاشاتها الضخمة، تأجلت فى انتظار عودة دور العرض، وتخطط الشركات لافتتاح قوى بتلك الأفلام التى تتوقع أن تنال حظا كبيرا من الإقبال الجماهيرى لتعود الحياة كما كانت قبل كورونا.. فهل يعود الجمهور، وتعود الحياة كما كانت ؟
ما شاهدته خلال الأيام الماضية فى كاليفورنيا يؤكد أن لا شىء سيعود كما كان قبل كورونا.. مهما كانت الإجراءات ومهما كانت سرعة التطعيم وعدد الحاصلين عليه، لن تعود الحياة كما كانت فى وقت قريب وحتى نهاية هذا العام على الأقل.. الخوف سيد الموقف، والإغلاق منذ أكثر من عام تسبب فى فقر وبطالة، وأزمات اقتصادية غلفت الأجواء بقدر كبير من الكآبة..سان فرانسيسكو أكثر المدن ثراء ورواجا اقتصاديا وسياحيا أصبحت مدينة أشباح، ولوس أنجيلوس مدينة الفن والنجوم يخيم عليها الظلام.. أمام فندق هيلتون بيفرلى هيلز حيث أقيم حفل الجولدن جلوب سألت أحد المارة عن السينما وهل يفتقد الذهاب لدور العرض فأجاب بعنف : فلتذهب السينما إلى الجحيم، إذا كانت لوس أنجيلوس كلها فى الجحيم هل أفكر فى الأفلام والنجوم؟
منذ أسبوعين عادت دور العرض بنسبة ٢٥٪  فى نيويورك، وكانت فرحة أصحاب دور العرض كبيرة لتلك العودة فنيويورك تضم حوالى ٣٠٠ دار عرض وهى السوق الثانى بعد كاليفورنيا لصناعة السينما، لكن الإيرادات لم تتأثر ولم يقبل أحد على دور العرض هناك بالرغم من تزامن ذلك مع عرض فيلم ديزنى الجديد «Raya and the Last Dragon» وأفلام أخرى مهمة !والجمعة القادمة تعود الحياة لدور العرض بكاليفورنيا بنفس الشروط ولا نتوقع أن يهتم الناس لتلك العودة!
قد تتبدل الأحوال مع اكتمال خطة التطعيمات ومحاولة الحكومة الجديدة دعم المواطنين ومساندتهم، وتنجح وقتها السينما فى اغراء الناس بأفلام ضخمة سينطلق أهمها فى النصف الثانى من العام، لكن وبكل أسف الجولة ولوقت ليس بقليل لن تكسبها السينما.