مبدعة تتحدث بأربع لغات فى البرلمان: أديبة تحت القبة

د.ضحى عاصى
د.ضحى عاصى

 تقرأ وتكتب بلغات أربع: الانجليزية والفرنسية والروسية إلى جانب العربية، وتحاول أن تطل على آداب العالم شرقا وغربا، انطلاقا من قناعتها بأن الأدب هو مرآة تجارب الأمم، ونافذة تطلعنا على خبرات الشعوب من حولنا، فهموم الإنسان تكاد تكون واحدة فى مختلف الامكنة، وقضايا البشرية المؤرقة تبدو متشابهة خاصة فى عالم اختصرت فيه التقنيات الحديثة المسافات والحدود، وقد جذبها فن الرواية، فسبحت فى أعالى بحاره، ولفتت روايتها "القاهرة 104" الأنظار إليها، ثم وطدت روايتها "غيوم فرنسية" مكانتها فى مشهدنا الروائى، وهاهى ذى الأديبة المتميزة د.ضحى عاصى ذات الألسنة الأربعة تدخل "البرلمان" كنائبة منتخبة فى مجلس النواب، واليوم يشهد انطلاقها كممثلة للشعب، تحمل همومه ومشكلاته على كاهلها، وباعتبارها مبدعة تعشق الحكى والسرد، فالتجربة تكتسب مذاقا خاصا.

حقيبتى‭ ‬مليئة‭ ‬بالهموم‭ ‬الثقافية‭!‬

فماذا فى حقيبة د.ضحى بالنسبة للهموم الثقافية، هذا ما سنحاول كشفه فى الحوار التالى الذى بادرتنا فى بدايته الأدبية النائبة بقولها: طبعا حقيبتى مزدحمة بالهموم الثقافية لذا وجهنا إليها هذا السؤال:

كيف جاء قرار ترشحيك فى انتخابات مجلس النواب؟

لقد جرى ترشيحى لمجلس النواب من خلال حزب التجمع الوطنى التقدمى الوحدوى، فأنا أمين مساعد اتحاد النساء التقدمى بالحزب بالإضافة لكونى ابنة الشيخ مصطفى عاصى أحد مؤسسى حزب التجمع، وبالطبع سعدت بهذا الترشيح الذى لاقى فى نفسى قبولا لأسباب كثيرة جدا، لأنه شرف لأى مواطن مصرى أن يكون نائبا عن شعبه، إيمانى بفكرة المثقف العضوى الذى يتفاعل مع المجتمع، ويؤدى فى مجال العمل العام، لذا فقد سبق أن أنشأت مركز أبجدية ومركز "شبابيك" الثقافى، لنشر قيم الجمال والفن، أمام أفكار التعصب والتطرف، وعلى صعيد آخر يعد دخولى مجلس النواب استكمالا لتاريخ والدى السياسى ودوره الوطنى وتفرده فى فترة صعبة فى تاريخ مصر، فهو الشيخ الأزهرى المعمم المستنير والذى يكتب مثلا دفاعا عن رواية أولاد حارتنا لأديبنا الفذ نجيب محفوظ، فى وقت كانت الأفكار الظلامية تطرح نفسها بقوة باسم الدين، وخاصة أننى فى الواقع لم أنفصل عن هذا الدور، ولكننى مارسته بطريقتى، وهى الكتابة والأدب، ولهذا لا أستطيع أن أجزم أى هذه الاسباب كانت الأكثر تأثيرا علي، ولكن كل هذه الأسباب مجتمعة، جعلتنى أرى فى هذا الترشيح إضافه مهمة لى.

بعد الفوز كيف تسطيع الأديبة ضحى عاصى أن توازن بين الكتابة والسياسة؟

− الكتابة بالنسبة لى حياة، ولا أرى أن ممارسة العمل السياسى قد تعيقنى عن الكتابة، خاصة أن المبدعين المصريين قد اعتادوا على الكتابة بجانب ممارسة أعمالهم العادية، فمنهم الطبيب والمهندس والموظف حيث إن الكتابة غالبا لا تدر على المبدع الدخل الكافى لحياته وأسرته، ولكنى لا أريد أن أجزم الآن كيف ستكون الأمور، هل حقا ستكون عائقا أو ربما العكس التعامل مع الناس والقرب منهم ربما يكون ملهما.

ماذا فى حقيبتك من الهموم الثقافية؟

 − القضايا الثقافية كثيرة جدا منها مثلا ما يخص التشريعات التى تعوق النشر، ومنها ما يخص المبدعين على كل المستويات، وكيفية إعادة صياغة العلاقة بين المبدع والمنتج، حتى لا يتحول ما يقدمه المبدع سواء سينما او مسرحا أو كتابا رهينة لصاحب رأس المال يحركه كيفما يشاء، وهناك أيضا محاولة دراسة كيفية تحسين أوضاع المبدعين فهؤلاء هم قوة مصر الناعمة، وبالطبع قصور الثقافة وكيف يمكن العمل على إعادة جذب المواطن لقصور الثقافة...الأفكار كثيرة، ولكن العمل على أرض الواقع له معطياته، ولكنى أشعر بتفاؤل، وخاصة أن فى مجلس النواب ومجلس الشيوخ هذه الدورة كثيرا من الإعلاميين والفنانين والذين بدورهم سيولون بالطبع الملف الثقافى والإعلامى اهتماما خاصا.