كتبت- محمد محمود سيد
أنا مخترع "صدة العقرب".. هكذا أجاب رينيه هيجيتا حارس مرمى المنتخب الكولومبي التاريخي الذي لقب بالحارس المجنون، بعد أن وجه فرانسيز إيرتاز مراسل مجلة فرنس فوتبول سؤالا له عن أسلوبه ومن أين أتى به؟
سؤال المجلة الشهيرة جاء لهيجيتا بعد قيامه بحركة أكروباتية خارقة لإبعاد الكرة عن مرماه بطريقة استعراضية أصابت المشاهدين بالذهول واشتهرت هذه الحركة باسم "صدة العقرب" ، وهي صدة خلفية بلف القدمين نحو الظهر لصد الكرة، وفعلها في مونديال 1990 بإيطاليا.
اقرأ أيضًا| حكم يطرد 22 لاعبا في مباراة واحدة
لم يفكر أحد في سؤال رينيه هيجيتا حارس مرمى منتخب كولمبيا عن سبب تمسكه بهذا الأسلوب الذي ينجح مرة ويفشل مرات !! لهذا السبب سأله فرانسيز إيرتاز مراسل مجلة فرانس فوتبول فى ميدلين عاصمة كولومبيا: من أين أتيت بهذا الأسلوب في حراسة المرمى أساساً؟.
أجاب هيجيتا بهدوء شديد أنه منذ أن بدأ لعب الكرة في مركز حارس المرمى وهو يفعل ذلك .. فقد تأكد أن الخطورة كلها على حارس المرمى هي الكرة، ولإبعاد هذه الخطورة يجب ألا ينتظر حتى تأتى الكرة إليه لاقتناعه بأن تقدم حارس المرمى ضروري لمساعدة المدافعين ولجعل الخطورة دائما بعيدة عن المرمى وقديما لم يكن هذا الأسلوب متبعاً لكن بعد تعديلات الفيفا الخاصة بحراس المرمى بعدم مسك حارس المرمى للكرة جعلت أسلوبه هذا ضرورة وليس اختيارا.
سأله مراسل فوتبول: من أين إقتبست هذا الأسلوب؟ فرد هيجيتا بأنه لم أخذ هذا الأسلوب من أحد لكنه اخترع هذا الأسلوب الخاص بصد الكرة بوضع قدمه خلف ظهره وإبعادها عن مرماه، كما أن الحركة شبيهة بوضع جسم العقرب لذلك أطلقت عليها اسم "صدة العقرب" ولم يكن هناك حراس في كولومبيا يلعبون بهذه الطريقة وهناك الكثير من حراس المرمى يحاولون تقليد أسلوبه الذي اخترعته.
امتد الحوار بينه وبين مراسل مجلة فرانس فوتبول بسؤال: لكنك عانيت من أخطاء هذا الأسلوب ؟.. أجابه هيجيتا: هذه هي ضريبة البحث عن الجديد دائما لكن ابتكرت هذا الأسلوب و دفعت ثمنه بنفسي وسيكون حارس المرمى فى المستقبل أفضل بكثير وأحسن حالاً..
سؤال آخر: في مباراة فريقك ناسونال ميدلين أمام جريميو البرازيلي في نهائي بطولة ليبرتادوروس ارتكبت خطأين تسببا في هدفين؟.. أجاب هيجيتا: كل الأهداف التي نشاهدها في كرة القدم تأتي من أخطاء وكل لاعب يخطئ أما أنا أخطأ فعلاً لكنني أحرز الكثير من الأهداف وأسدد ضربات جزاء، كما قلت لك الكرة لا في "البزنس" !
ظهر هيجيتا الذي لقب بالحارس المجنون مرتديا قميص بلاده من خلال مشاركته فى كوبا اميركا ،قبل أن يكون الحارس الأساسى في مونديال 1990، التي استضافته إيطاليا والذي اشتهر من خلاله حارس المرمى الكولومبي هيجيتا وقادة فريقه لأول مرة بالصعود للدور الثاني بعد حصول منتخب بلده للمركز الثالث بمجموعته والمعرف عن هيجيتا أنه يحب مراوغة المهاجمين وخرجه من المرمى كثيرا كمدافع متأخر ويعتقد أنه بذلك يساعد فريقه والمدافعين لإبعاد الخطورة عن مرماه.
جدير بالذكر أن رينيه هيجيتا ولد فى 27 أغسطس 1966 بحى فقير فى ميدلين يدعى كاستيلاس ،لديه 8 أخوات ووالدته التى كانت تعمل بمصنع الغزل والنسيج وماتت فى العشرة من عمره ،لم يوفق فى الدراسة وتركها بعد عامين من المرحلة الثانوية ، تزوج من ماجنوليا وأنجب منها طفلين "أندريس و باميلا" ولديه إبنة من زوجة سابقة إسمها "سيندى كارولينا".
كما شارك مع المنتخب الكولومبي فى 68 مباراة دوليه سجل خلالها 3 أهداف اعتزل في 20 يناير 2010 لينهى مشواره الكروي ليتم تعيينه في 2011 مدرب حراس مرمى لنادى النصر السعودي، كما درب أتلتيكو ناسونال في 2017، تعرض الحارس الكولومبي للسجن 7 أشهر بسبب قضية مخدارات والتي كانت سببا في حرمانه من المشاركة بمونديال 1994.
الأخبار 6 / 10 / 1995
