تعرف على قصة «إيزادورا» أول شهيدة في الحب..  

ايزادورا
ايزادورا

تقول الباحثة في التاريخ المصري الأثرية زينب رفعت عبد الرازق، كاتبة وعضوة لدى مبادرة حضارتنا، كان لا بد من الإشارة إلى هذه القصة العريقة بعد فتح القبر للزيارة العامة للناس ووضعه في حيز الزيارات.

أضافت الباحثة الأثرية، أن "إيزادورا" فتاة مصرية عمرها 18 سنة، رائعة الجمال عاشت فى مصر فى القرن الثانى قبل الميلاد فى عصر الإمبراطور هادريان، وتحمل المقبرة رقم1 بين مقابر منطقة تونا الجبل.

اقرأ أيضا| الصين تهنئ مصر بالاكتشاف الأثري الجديد في سقارة

و"إيزادورا" ابنة أسرة إغريقية كانت تعيش فى مصر فى مدينة أنتنيوبولس "الشيخ عبادة حالياً"، وكان أبوها حاكما للإقليم المعروف حالياً بمحافظة المنيا، وقصره الكبير موجوداً فى مدينة أنتنيوبولس حيث يطل على النيل.

وقعت الفتاة الجميلة فى حب الضابط المصرى «حابى» الذى كان يعيش على الجانب الغربى من النيل فى مدينة خمنو "الأشمونين حالياً"، وكان من قوات الحراسة الموجودة فى المدينة، ومن ثم يعتبر شخصاً عادياً من أبناء عامة الشعب المصرى ولم يكن من علية القوم، فلا يوجد أى وجه للمقارنة بينهما من حيث المستوى، رغم ذلك قال الحب كلمته وساقها القدر لتقابل حبيبها.

واستطردت أن "إيزادورا" خرجت من مدينتها عبر النهر لتحضر أحد الاحتفالات الخاصة بـ"تحوتى" رمز الحكمة والقلم فى مصر القديمة، وهناك قابلت الضابط حابى فتعلقت به وافتتن بها، حتى أنهما كانا يتقابلان كل يوم وكل ليلة، فكانت تذهب إليه عند البحيرة، وكان يأتى إليها بجوار قصر أبيها.

أضافت الباحثة الأثرية زينب رفعت أنه بعد ثلاث سنوات من الحب الصادق علم أبوها بذلك، وقرر أن يمنعه، ففى عرفه لا يجب أن ترتبط ابنته ذات الأصول الإغريقية بشاب مصرى، وأبلغ الحراس بتتبعها، وأن يمنعوا ذلك الشاب من مقابلتها، وبالفعل حدث تضييق الخناق عليها حتى شعرت أن الحياة دون حبيبها لا معنى لها فقررت الانتحار، لكن كان يجب أن تراه للمرة الأخيرة، وبالفعل تمكنت من مغافلة حراسها وذهبت إلى ذات المكان عند البحيرة ولم تخبره بما همت أن تفعله وهو الانتحار، ودعته وذهبت، حتى إذا بلغت منتصف النهر ألقت بنفسها فى أحضان النيل.


أشارت الباحثة الأثرية زينب رفعت إلى أن أباها ندم أشد الندم على ما فعله بابنته، فبنى لها مقبرة جميلة وكتب بها مرثيتين، أما حبيبها فكان مخلصا ووفيا فكان يذهب كل ليلة يشعل شمعة بداخل مقبرتها حتى لا تبقى روحها وحيدة.