كلام على الهواء

ما ذنب مريم؟

احمد شلبى
احمد شلبى

عادت صاحبة الابتسامة الهادئة والوقار من عملها جثة مسحولة على الطريق دون أى ذنب اقترفته بل هى فى جهاد فالمرء حين يخرج لعمله فهو فى جهاد حتى يرجع ونحتسبها شهيدة عند الله سبحانه وتعالي.
قصة مريم أو فتاة المعادى أعادت إلى الأذهان الذكريات الأليمة لفتاة المعادى منذ عدة عقود وما تلاها من حوادث خطف وسرقة واغتصاب وقتل.
هذه الجرائم النكراء لابد  من رادع أقوى من المحاكمة فبعضهم لصغر سنه يحكم عليه بـ١٥ سنة كحد أقصى والبعض يأخذ «مؤبد» والقليل إعدام.
وانى ادعو أهل الفقه والقانون بأن يعيدوا حد الحرابة فى جرائم ترويع الامنين وهتك عرضهم واغتصابهم فالوحشية هنا فى هذه الجرائم تستدعى أن نعيد ما يقابلها من عقاب رادع ويكون هذا على مسمع ومرأى من الناس من خلال وسائل الإعلام.. ربما يرتدع من تسول له نفسه ارتكاب مثل هذه الجرائم حين يرى غيره ممزقا اربا اربا ومعلقا على جذع الشجرة.
مصر بلد الأمن والأمان ورغم انى لم أعاصر جرائم القرون السابقة إلا أننى أرى من جرائم هذا العصر إنها قد تأثرت كثيرا بما يعرض من أفلام العنف والاغتصاب حتى الألعاب الخطيرة التى يشاهدها بعض الأطفال والمراهقين تكون نهايتها قتل النفس وارتكاب جريمة مثلها أو ما يطلب من المشاهد أن يرتكبه.
لقد أصبح أولادنا يعانون الفراغ ووجد الشر ضالته فى ملء هذا الفراغ بالجريمة والقتل والاغتصاب لانشغال الأولاد بالتكنولوجيا وانشغال الأهل بلقمة العيش فكان الاهمال والشر هما سلاح أقوى من الإرهاب.
لكى نقاتل ترويع النفس بجيشنا وشرطتنا فى أماكن عديدة فأنى ادعو الحكومة أن تكثف الحملات الأمنية وكاميرات وقوات انتشار سريع لانقاذ ما يمكن انقاذه فى هذه الجرائم المروعة لبناتنا وسيداتنا فالإرهاب من الداخل أكثر شراسة من الإرهاب من الخارج لأن احساس الأمان فى الوطن هو وقود الحياة لجنودنا على الجبهة.
أما علماء التربية والفقه فعليهم أن يتدخلوا لمنع ما يثير الغرائز ويحض على الرذيلة وتمثيل ارتكاب الجرائم وغلق المواقع والتطبيقات التى تنشر الذعر فى المجتمع وإلا فكلنا شركاء فى الذنب.