كلمة وأخواتها

رياح التغييرات

محمد حمدي
محمد حمدي

أن تأتى متأخراً أفضل من ألا تأتى على الإطلاق.. حكمة بالغة وحقيقة تلخص كثيراً من مواقف حياتنا، وتتسق تماماً مع حركة التغييرات الصحفية التى أعلنتها الهيئة الوطنية للصحافة برئاسة المهندس عبد الصادق الشوربجى أول أمس.. وأحياناً كثيرة يكون» فى كل تأخيرة خيرة» كما يقول المثل الشعبى وهو ما يأتى أكثر اتساقاً مع التغييرات الصحفية ؛ فعلى أسنة رغبة جامحة وطموح حقيقى وسعىٍ دؤوب نحو تطوير المؤسسات الصحفية القومية، والنهوض من عثراتها.. جاء حجر التغييرات ليحرك الماء الراكد فى كثير من مواقع المؤسسات الصحفية، وهنا تلاقت رغبة الدولة ممثلة فى الهيئة الوطنية مع آمال وطموحات الجماعية الصحفية والعاملين بالمؤسسات القومية من العمال والإداريين، والذين كانوا يمنون النفس بانفراجة طال انتظارها، بعد أوضاع متردية عاشتها صاحبة الجلالة وكان جواز المرور منها يتلخص فقط فى كلمة واحدة «التغييرات».

الصحفيون والعاملون بالمؤسسات عانوا كثيراً من حالة تشبه القحط، وانتظروا طويلاً رياح التغييرات التى جاءت لتنعش الآمال وتعيد للصحافة القومية أنفاسها التى كادت تنقطع بعدما دخلت مرحلة الـ «إن - عاش»، والتغييرات بحد ذاتها مشروع قومى جديد فى صرح مجيد من صروح قوتنا الناعمة، وحجر أساس لبنية تحتية فى استثمار فريد من نوعه - هو استثمار فى العقول والفكر والكلمة -، ولبنة فى حائط صد نرجوه جميعاً.. يعيد صياغة وعينا الجمعى وينتشل شبابنا من براثن دعاة التطرف، ويقدم قنوات ووسائل حديثة تواكب التطور، وتعرقل من فورة بركان السوشيال ميديا الذى تغول وتوغل وأصبح رافداً ومصدراً للمعلومات، يعتد الكثيرون بمصداقيته رغم تلونه بالأهواء وامتلائه بالشائعات، وتلغيمه بالفتنة والزيف، وحشوه بمحاولات الفتنة والوقيعة بين المواطنين والدولة.. وكما هو معروف فإن أحجار الأساس مجرد بداية، والمطلوب من الجميع استكمال البنيان والارتفاع به حد السماء، حيث طموحات كل العاملين بالصحافة.

جاءت رياح التغييرات الصحفية بما تشتهيه السفن التى أوشكت على الغرق، أحسنت الهيئة الوطنية اختيار الربابنة الجدد، كل التمنيات بالتوفيق للذين اختيروا لتولى الدفة، وكل الشكر للقيادات السابقة بعدما بذلوا جُل ما بوسعهم من جهد، وكل الدعم للقيادات الجديدة ولأصحاب المهمة الأكثر صعوبة من الذين تم تجديد الثقة فيهم لاستكمال ما بدأوا من مشوار النجاح المرهون بأن نجد جميعاً فى الزرع حتى يرضينا الحصاد.