«ومضة»

كورونا ينقذ التعليم

منة الله ممدوح
منة الله ممدوح

منة الله ممدوح

يعيش العالم منذ ظهور فيروس كورونا فى كابوس لا يبدو أنه سينتهى سريعا، وعدّاد الخسائر مازال يعمل بلا هوادة فى أغلب مؤسسات العالم الرسمية، إلا أن هذا ليس ما حدث فى مؤسسة التعليم المصرية، إذ سارت رياح محنة كورونا بما يشتهيه وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى، فقد اعتبرها محنة تشد من أزره فى مهمته الثقيلة.
منذ 5 سنوات بدأت وزارة التربية والتعليم والتعليم الفنى، بالعمل على فكرة التعليم التكنولوجى، وكان أهم مشروعاتها بنك المعرفة الذى ضم موارد تعليمية ليس للطالب فقط بل للمعلم والباحث وكل من يريد المعرفة، ولكن الإهمال كان مصيره، إلى أن جاءت جائحة كورونا، وأعلنت الوزارة عن توقف الدراسة، وبدأ التفكير خارج الصندوق والتوجه إلى التعليم الإلكترونى والتعليم عن بعد، وهو ما كانت تستهدفه الوزارة ضمن خارطتها للتطوير، واستطاعت الكورونا إقناع الطلاب وأولياء الأمور بضرورة التوجه إلى أجهزة الكمبيوتر، حيث أكد معظمهم أنها تجربة تستحق الاحترام فقد وفرت كثيرا فى الوقت والجهد والأموال.
المفارقة أيضا أن جائحة كورونا ساعدت فى حل مشكلات كثيرة عانى منها التعليم فى مصر وأهمها: كثافة الفصول، فتفكر الوزارة حاليا فى تقليل عدد أيام الدراسة داخل المدارس وتحويل باقى الأيام إلى تعليم إلكترونى من المنزل لتقليل الكثافة بالفصول ولتحقيق مبدأ التباعد.
كما كان لمشكلة الدروس الخصوصية النصيب الأكبر من الحل، فقد استغنى عدد كبير من الطلاب عنها خوفا من العدوى بالفيروس، كما ساعدت فكرة الاعتماد على الفهم بالامتحانات والبعد عن منطق الحفظ الذى دمر أجيالا فى اندثارها تدريجياً.
لا نستطيع أن ننكر جهود الوزير طارق شوقى الذى استطاع الإبحار بسفينة التعليم وسط كل هذه العواصف من قبل حتى ظهور كورونا، فقد كنا فى ذيل قائمة التصنيف الدولى للتعليم، وأصبحنا الآن ننافس فى مراكز متقدمة، وأيضاً دوره القيادى خلال امتحانات الثانوية العامة وتحديه كل الظروف المعاكسة لإقامتها وحرصه على حماية حياة الطلاب والمعلمين.
دعونا نتذكر أيضا أن ثمة عائقاً ظهر خلال العمل فى فترة كورونا، فمنعدمو الضمير ممن يستهدفون الدولة المصرية دأبوا على الوقوف فى وجه منظومة التعليم الجديدة بالهجوم والتشكيك تارة.