الخروج عن الصمت

رءوس بلا غطاء

محمد عبد الواحد
محمد عبد الواحد

محمد عبد الواحد

وسط ذهول العالم من تطور هذا الفيروس اللعين تجد أن هناك أناسا كشفت غطاء رأسها وتركوها عارية للهواء يلعب بها كيف يشاء، لا هى تستطيع غطاءها ولا هى تستطيع حمايتها من تسيير الأهواء.
أتدرون لماذا عجزوا عن غطائها؟، لأنهم لم يدركوا النعمة ومن أدركها حافظ عليها من الزوال.
فإدراكها له غذاء وغذاء العقول إمداد بمعرفة وعلم وكلما زاد مدده اتسعت مداركه ومن زاد علمه أنار الله بصيرته ومن نورها حافظ عليها من تسيير الأهواء لأن هناك مخزونا يقاوم به شدة الرياح التى تقتلع الأوتاد.
لذلك نجح الغرب فى تحطيم أوتاد كثيرة دقت بدون إدراك، ومع أول موجة رياح أرسلوها حركت من أرادوا غزوهم يمنة ويسرا وفقدوا الإتزان.
ما جعلنى أسرد كل هذا لإيضاح صورة يحاول أن يرسم معالمها أناس جندوا أنفسهم وفتحوا مختبرات معاملهم لمحاولة تسجيل أسمائهم فى سجلات الشرف باكتشاف عقار للقضاء على هذا الفيروس، بينما أجد أناسا على الجانب الآخر جندوا أنفسهم للتفاهات وجعلوها قضية مثارة لا تجد من يحميها إلا من هم مثلهم من مكشوفى غطاء الرأس.
ومثالى على ذلك شاب بعث برسالة لإحدى القنوات الفضائية يطلب الحماية من زوجته لأنها تقهره وتحبس فرحته بفوز فريقه الذى يشجعه عندما يحقق انتصارا، وعندما رأته يعبر عن فرحته تركت بيتها واصطحبت أولادها إلى بيت أبيها وأقسمت ألا تعود إلا عندما ينتصر فريقها على فريقه، ولما انتصر فريقه جلست فى بيت أبيها عازمة عدم العودة إلا بعد أن يتنازل عن ممارسة هذا الشعور فى المنزل، وعندما اصطحبته المذيعة إلى بيت أبيها وفى إجرائها لحوارها معها ومع أسرتها وجدت أن المنظومة واحدة وأن الأب لا يمانع فى طلاق ابنته ولا تتنازل عن تعصبها لفريقها.
المهزلة كلها ليست فى أصحاب المسرحية الهزلية ولكن فى الأطفال الذين أصروا فى تربيتهم على كشف غطاء رأسهم، وما يؤكد ذلك فرحة الأم عندما تسأل المذيعة الأطفال أمامها عن فريقهم الذى ينتمون إليه ويعلنون أنه فريقها.. وكذلك الأب يرقص فرحا عندما يعلن الأبناء أنهم ينتمون لفريقه.
بالله عليكم هل هذه عقول تستطيع محاربة فيروس كورونا؟.
أقولها بكل صراحة لا وألف لا لو دخل مصر والعياذ بالله لروجوا أصحاب هذه العقول لانتشاره بسرعة البرق.