عاجل

شد وجذب

التسول.. ومافيا المدرسين

وليد عبدالعزيز
وليد عبدالعزيز

ظاهرة التسول عادت للانتشار من جديد فى شوارع مصر بأساليب جديدة يراها البعض أنها ابتزاز صريح للمواطنين.. ستجد بائع اللبان وبائعة المناديل.. وستجد من يتطفل عليك بفوطة صفراء لتنظيف السيارة فى إشارات المرور وغيرها من الحيل المكشوفة.. الغريب أن من يمارسون هذه المهنة يتمتعون بالصحة ولديهم القدرة على العمل ولكنهم احترفوا المهنة للحصول على الأموال بالخداع والكذب.. استكمالًا للظاهرة ستجد فى كل شارع بمصر شاباً يقف على الرصيف ويدعى أنه سايس ويجبر أى مالك سيارة على دفع ٥ جنيهات على الأقل مقابل الانتظار فى شارع الشعب.. البعض يرفض الدفع وتحدث بعض المشاكل والبعض الآخر يستجيب خوفا أن تتعرض سيارته للتلف.. أعرف أن نائبة بالبرلمان تقدمت بمشروع قانون يجرم ظاهرة التسول ودراسة تغليظ العقوبات وهو أمر مطلوب فى هذه المرحلة ولكننى أطالب بأن ينضم إليهم فئة من يدعون أنهم سياس ويبتزون المواطنين فى أى وقت وأى مكان.. الظاهرة الأخرى التى يجب أن نبحث عن حل سريع لها هى مافيا الدروس الخصوصية.. هذه الظاهرة هى أحد أهم أسباب أزمات الأسر المصرية اقتصاديا.. مجموعة من المدرسين يعتبرون أنفسهم ملوك السناتر.. مثلا لو كان لديك ابن فى الثانوية العامة فستكتشف أنك تتعرض للنصب كل يوم.. ستدفع رسوم الأكاديمية وثمن الحصة وثمن المذكرات وثمن الامتحانات وَيَا ويلك لو فاتتك حصة مثلا.. تدفع فلوساً مضاعفة وفى الآخر تكتشف أن طالب الثانوية العامة تكلفته على الأسرة ما بين ٣ إلى ٦ آلاف جنيه شهريا وحسب مستوى المنطقة التى تعيش فيها.. مافيا الدروس أكبر خطر على مصر لأنها تلتهم المليارات ولا تدفع الضرائب وساهمت فى تحويل المدارس إلى بيوت للأشباح.. أطالب البرلمان بدراسة مشروع قانون يجرم الدروس الخصوصية أو يضع لها ضوابط حاكمة أو يعيد هؤلاء المدرسين النوابغ إلى المدارس ليعود معهم الطلاب وتعود الحياة إلى مدارس أنفقت الحكومة عليها المليارات لتصبح خاوية من جميع مظاهر الحياة.. غياب القانون سيسمح لأى فرد أن يفعل ما يشاء ونعرف جميعا أن الظواهر السلبية قد تجذب العديد من ضعاف النفوس، أما الظواهر الإيجابية فستجد من يقاومها بشدة لأنها ضد الفساد والنصب والابتزاز.. دعونا نتعامل مع ظاهرة التسول ومافيا الدروس الخصوصية بكل جدية لأن المحصلة فى النهاية ستكون لصالح الشعب.. وتحيا مصر.