عودة رفات جنود اختفوا منذ 68 عامًا.. إشارة لتحسن العلاقات بين أمريكا وكوريا الشمالية

نقل رفات الجنود - صورة من رويترز
نقل رفات الجنود - صورة من رويترز

شكر الرئيس الأمريكي دونالد ترامب نظيره الكوري الشمالي كيم جونج أون على موافقته نقل رفات جنود أمريكيين فُقدوا من فترة تعود لاندلاع الحرب الكورية التي استمرت على مدار ثلاثة أعوام منذ 1950 وحتى 1953.


وفي تغريده له على حسابه الرسمي بموقع التواصل الاجتماعي «تويتر» قال ترامب «إن رفات الجنود الأمريكيين ستعود قريبًا إلى الولايات المتحدة. بعد كل هذه السنوات سوف تكون تلك لحظة هامة للكثير من العائلات الأمريكية. شكرًا لك كيم جونج اون». 

 


 

ووفقًا لتقرير نشرته صحيفة «نيويورك تايمز الأمريكية»، فإن رفات الجنود البالغ عددهم حوالي 55 جندي، غادرت بيونج يانج، الجمعة 27 يوليو، موضحة أن تلك الخطوة أحد العلامات الكثيرة التي تشير لتحسن العلاقات بين البلدين.


ويظهر في عدد من الصور التي نشرتها وكالة «رويترز» للأنباء أن الـ55 تابوت الحاملين لرفات الجنود تم لفهم بأعلام الأمم المتحدة، وانطلقوا من قاعدة مطار Osan Air Base الأمريكية بكوريا الجنوبية متجهين إلى موطنهم الأصلي.

 

 

 


الحرب المنسية


اندلعت الحرب الكورية عام 1950 بين الشمال والجنوب كحرب أهلية، حيث كانت المنطقة الشمالية تقع تحت سيطرة الاتحاد السوفيتي، والمنطقة الجنوبية تحت سيطرة الأمم المتحدة بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية. انتهت الحرب بتوقيع معاهدة بين الطرفين عام 1953، بكنها سُميت بعد ذلك بالحرب المنسية لأنها لم يُسلط عليها الضوء كما حدث مع حروب سابقة وتالية عليها. 


وعلى الرغم من انتهاء الحرب بهذه الطريقة إلا أن أعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين الذين قاتلوا في صف الحكومة الجنوبية لم يتمكنوا من العودة لبلادهم لان الحرب لم تكن انتهت بشكل كامل ورسمي، خاصة مع ضعف وتوتر العلاقات بين كوريا الشمالية والولايات المتحدة والتي استمرت حتى قبل فترة قصيرة جدًا، حتى تم عقد القمة الغير مسبوقة بين الرئيس الحالي دونالد ترامب ونظيرة الكوري الشمالي.


وخلال القمة التي شهدها العالم 12 يوليو الماضي، والتي اتفق فيها الطرفان على نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية تم التطرق إلى القضية الخاصة برفات الجنود الأمريكيين، واللذين وافق الزعيم كيم على عودتهم إلى بلادهم بعد كل هذه السنوات. وعلى الرغم من أن الكونجراس والحكومة الأمريكية حاولوا بذل جهود كبيرة لإعادة تلك الرفات على مدار الأعوام السابقة إلا إن طموحات كوريا الشمالية النووية كانت دائمًا القضية الأكثر جدلاً بين الدولتين.


تُقدر القوات الأمريكية التي قُتلت خلال الحرب الكورية بحوالي 26 ألف مجموعة، إلا إن هناك عدد آخر اعتبرته الحكومة الأمريكية «غير محدد» وقدرته بـ7.700 جندي لكونهم قتلوا في منطقة الشمال.

 

أقرأ أيضا: 41 دقيقة «غيرت التاريخ» بين كيم وترامب.. هل أنهت عداء الـعقود السبعة؟

 

جدير بالذكر انه بعد سبعة عقود من العداوة والتهديدات النووية والتصريحات العنيفة التي تبادلها كل من واشنطن وبيونج يانج، تمكن الزعيمان ترامب وكيم جونج أون من بدء صفحة جديدة من العلاقات الدبلوماسية بين البلدين بقمة تاريخية جمعت بينهما الاثنين 12 يونيو في سنغافورة.


«نحن نكتب فصلاً جديدًا من التاريخ لأمتينا»..هكذا وصف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ما يعتقد أنه سيحدث من تطور في العلاقات بين بلاده وكوريا الشمالية.


وتابع في تصريحات تعليقًا على القمة قائلاً، إن البلدين سيطوران علاقات وثيقة وقوية، حيث أن كلا منهما يريد مستقبل مختلف عما حدث بينهما في الماضي، وأنهم حتى من الممكن أن يكونا أكثر فعالية فيما يخص مشكلات العالم وليس فقط العلاقات بينهما.