«رحلة البحث عن الأمان».. توجه آلاف الفلسطينيين نحو وسط غزة من أطراف رفح

صورة موضوعية
صورة موضوعية

امتدت رحلة البحث عن الأمان في قطاع غزة المنكوب لأكثر من 7 أشهر مع استمرار الحرب الإسرائيلية الغاشمة التي ألمّت بالقطاع، وتفاقمت معاناة النازحين الفلسطينيين الذين وُضِعوا بين جحيم التشرد ومواجهة أوامر الإخلاء الإسرائيلية.

ولم يترك الاحتلال الإسرائيلي منطقة سالمة دون أن يترك بصمته المدمرة في عدة مدن بقطاع غزة، حتى قام بتحديد أجزاء من جنوب القطاع بمدينة رفح لإخلائها وأصدر أوامر للنازحين والسكان في شرق رفح الفلسطينية، بالانتقال إلى ما عرفه العدوان الإسرائيلي بـ "المنطقة الإنسانية الموسعة" نحو المواصي وخان يونس في قطاع غزة.


«من رفح إلى المواصي وخان يونس».. إلى أين يذهب نازحو رفح؟

وبعد دعوات الإخلاء الإسرائيلية وتهديدات جيش الاحتلال بتصعيد العمليات العسكرية في مدينة رفح الفلسطينية، وصف النازحون بالمنطقة الوضع بأنه "كارثي". 

وعلى إثر ذلك، بدأ الكثيرون من النازحين الغزيين في ترك منازلهم وخيامهم في مدينة رفح التي تقع جنوب قطاع غزة، ولمَّموا أغراضهم وتوجهوا نحو مدينة المواصي وخان يونس في الجنوب. كما وصف سكان المواصي أن مدينتهم ليست أكثر من مجرد مخيم مؤقت تحت ظروف مزرية.

وفي يوم الاثنين الماضي، أصدرت إسرائيل تحذيرًا بإخلاء منطقة شرق رفح التي يعيش فيها نحو 100 ألف فلسطيني، وحثتهم على الانتقال إلى المواصي التي أعلنها الجيش "آمنة".


الأمم المتحدة: المواصي غير مستعدة لاستقبال نازحين جُدد

 لكن أفادت الأمم المتحدة ومنظمات إغاثية أن المواصي غير مستعدة لاستقبال عدد كبير من النازحين الجدد.

وعلى الرغم من ذلك، قرر البعض من الفلسطينيين في أنحاء رفح، حتى من خارج منطقة الإخلاء، التوجه إلى وسط غزة أو إلى خان يونس بدلا من المواصي.

وأفاد مدير الأونروا في قطاع غزة، سكوت أندرسون، بأن الوكالة لم تساعد في جهود الإعداد لمخيم المواصي لأنها لا تريد إغراء السكان بالانتقال إلى منطقة غير مستعدة لاستقبالهم.

ومع ذلك، أكدت الأونروا أنها ستقدم المساعدة للنازحين الجدد والذين يصلون إلى هناك لمساعدتهم على المضي قدمًا.


«بين القصف وأوامر الإخلاء».. شهادات النازحين برفح الفلسطينية

وصرحت إحدى النازحات من مدينة رفح الفلسطينية، وتُدعى رحمه ناصر، عبر قناة "العربية" الإخبارية، بأنهم تلقوا مكالمات من الاحتلال طوال الليل يطالبونهم بمغادرة منازلهم، وقالت: "طول الليل الاحتلال يتصلوا على جوالاتنا ويقولوا لنا اخلوا من الدار، وأنا أخذت لي بعض الملابس وخرجت ولم أخذ معي أي شيء آخر".

ومن جهة أخرى، أوضحت نازحة فلسطينية أخرى تُدعى أمينه تفاصيل المعاناة التي يواجهونها، قائلةً: "استيقظنا الساعة 2 صباحًا على القصف الإسرائيلي، واستيقظنا على الساعة 3 ونحن نغرق من المطر، وغرقت كل أغراضنا لأننا في نازحين بالخيام". 

وأضافت أمينه عبر شبكة "العربية" الإخبارية، "واستيقظنا على خبر أسوأ من ذلك وهو دعوات الإخلاء الإسرائيلية في المكان الذي نتواجد فيه برفح الفلسطينية".

وأكد النازحون على أنهم يواجهون خطر "ابادة جماعية" لعدم وجود مكان آمن في كل القطاع المنكوب، خاصة بعد تجربتهم الصعبة خلال نزوحهم المستمر طوال السبعة أشهر الماضية من الحرب.

وتعرضت مناطق من رفح لقصف الجيش الإسرائيلي، مما تسبب في استشهاد عدد من النازحين والسكان، إلى جانب الغارات المستمرة على جنوب القطاع بأسره.

وقال نازح فلسطيني يُدعى أبو أحمد: "إن الجيش الإسرائيلي يطلب منا مغادرة مدينة رفح والانتقال إلى المواصي وخان يونس، لكننا لا نعرف إلى أين ستذهب كل هذه الجموع، مليون ونصف نازح، وين بدهم يروحوا على هذه المناطق المنكوبة، بعدما أخبرنا الاحتلال في السابق أن مدينة رفح الفلسطينية منطقة آمنة!".

وختم رجل عجوز نازح من مدينة رفح بنداء يائس عبر شبكة "العربية": "بيكفي اغيثونا الله يرحمكم، اغيثونا".