تساقطت الدموع فوق وجنتيها كشلالات متدفقة، تعلو وجهها مسحة حزن دفين، وبكلمات تحمل ألم وغصة، قالت: «قميص نومي خرب بيتي» هدأ أعضاء مكتب تسوية المنازعات بمحكمة الأسرة بمصر الجديدة من روعها، يستمعون إليها بأذن صاغية، بينما تتعاظم الدهشة، وتموج انفعالاتها على وجوه الحاضرين.
أقرأ ايضاً قصص وعبر| قتل ابنه خوفًا من الفضيحة
وبصوت متهدج، وأنفاس متقطعة، وبحنان الأمومة تمسح رأس رضيعها الذي انفجر في البكاء أيضا كما لو كان يشعر بمعاناة الأم، والخوف من المستقبل بعدما قام زوجها الذي باتت تبحث عن الحب معه، لكن دون جدوى، وبعدما اكتشفت بأنه خلع نقاب الطيبة والخجل، وتحول إلى رجل آخر، حيث علاقاته النسائية المتعددة، ومعاملتها كخادمة، غير سيطرة شقيقته الكبرى التي كان يروي لها جميع تفاصيل الحياة الزوجية، وتدخلها في اختيار نوع الأطعمة التي تقوم بإعدادها، غير أنه قام بإعطائها مفتاح شقة الزوجية تأتي في أي وقت، وكأنه ملكيتها الخاصة، فما كان منها إلا أن تتحمل من أجل أبنائها الصغار، خاصة وأنه قد قام بتطليقها مرتين، وباتت تبيت ليلتها لم تفارق الدموع عينيها على أمل أن تأتي الأيام بجديد، لكن حدث ما لم يحمد عقباه، وحضر الزوج في أحد الليالي يحمل قميص نوم قام بشرائه لها، وما إن أمسكت به اكتشفت رداءة خامته، غير أن لونه فاقع، فشعرت بانكسار النفس، وأنه يأتي لها بأرخص الثياب غير مراع لآدميتها أو أخذ رأيها.