ناقوس خطر| «العنف بالمدارس».. بين الإهمال الأسري والتقصير المدرسي

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية
انتشرت خلال السنوات الماضية ظاهرة "العنف بالمدارس" وهي ظاهرة يدق لها ناقوس الخطر، لما يترتب عليها من فساد أخلاقي وتربوي وتقصير من الأسرة أو المدرسة، فأصبحنا نسمع عن طالب يطعن زميله بـ"مطواه" وأخر يحاول خنق زميله، وغيرهم يحاولوا ضرب معلمهم وأهانته، وغيرها من الحوادث المستحدثة التي لم يخطر ببالنا أن نسمع عنها.

لم يقتصر العنف بالمدارس على مصر فقط بل أصبح ظاهرة عالمية، وقد حذر منها المجلس القومي للطفولة والأمومة من تفاقم ظاهرة العنف المدرسي، مطالبًا بضرورة اتخاذ الإجراءات الكفيلة لتصدي لهذه الظاهرة.

كان من الحوادث التي اقشعر لها البدن في العنف بالمدارس هي قيام تلميذ بالصف الخامس الابتدائي بطعن زميله بـ" مقص" مما أدى إلى مصرعه في الحال، وقيام أخر بضرب معلمته بـ"مطواه" بوجهها مما أدى إلى إصابتها بجرح قطعي بوجهها، أيضا قيام بعض الطلاب بالمرحلة الإعدادية بخنق زميلهم بفناء المدرسة لتأديبه، ولكن تم إنقاذه من قبل بعض المعلمين، وغيرها من الحوادث التي لم نكن نتخيل أن نسمع عنها.

أكد بعض الخبراء النفسيين أن من أهم أسباب العنف بالمدارس تتمثل في العنف والتفكك الأسري، التعامل بقسوة من قبل المعلمين للطلاب، بالإضافة إلى الثقافة الإعلامية وعدم الرقابة على الأفلام والمسلسلات التي أصبحت تحتوي على العديد من المشاهد العنيفة والتي تكرث مفهوم القوة في " البلطجة".

حاولت وزارة التربية والتعليم مواجهة ظاهرة العنف بالمدارس ففي عهد الوزير الأسبق د. محمود أبو النصر اعتمدت إستراتيجية الأمن الفكري لمواجهة ظاهرتي العنف والتطرف بالتعليم قبل الجامعي.
التي قام بإعدادها المركز القومي للبحوث التربوية والتنمية، وذلك باعتبار أن الأمن الفكري يضمن التحصين الفكري والأخلاقي والعقائدي للمتعلمين.

كانت أهم النقاط التي ركز عليها الإستراتيجية هي نشر ثقافة الأمن الفكري داخل المدارس وتدريب المعلمين والموجهين والقيادات التربوية والتعليمية وأولياء الأمور، كما تم إنشاء "نادي الأمن الفكري والمعلوماتي" وتدريب معلمي الأنشطة للقيام بأعباء تنمية مكونات الأمن الفكري.

أكدت الدكتورة جيهان كمال مديرة المركز القومي للبحوث التربوية أن العنف المدرسي له عدة أنماط وفقا لمستوى الضرر منها العنف النفسي، والإيحائي، واللفظي، والجسدي.

أشارت إلى أن الإستراتيجية حددت الأسباب النفسية للعنف المدرسي في الضغوط النفسية الناتجة عن البيئة الأسرية أو البيئة المدرسية أو الثقافة الاجتماعية ومنها نظام الامتحانات القائم على الحفظ والاستذكار، وطموحات الأسرة وتوقعاتها للطالب، وطرق التدريس التقليدية، ونظم الامتحانات، وإهمال الأنشطة المدرسية، وكثرة الواجبات المنزلية والإدارة المدرسية التسلطية، بالإضافة إلى فقدان التواصل بين المعلم والطالب وسيطرة بعض جماعات الرفاق على الطلاب.

كشفت عن بعض مظاهر سلوكيات عنف الطلاب في التعليم قبل الجامعي، ومن أبرزها التدافع عند الخروج من المدرسة، ورفع الصوت أثناء تحدث الآخرين، وعدم تقدير أفكارهم، وإهمال تعليمات وقواعد المدرسة، والسخرية من المعلم بالإشارات، ونشر الشائعات داخل المدرسة، واستخدام الأيدي أثناء المزاح، والكتابة على أثاث المدرسة وعلى الحوائط والسوار، وتمزيق الكتب المدرسية وتخريب أثاث المدرسة .

أوضحت جيهان كمال أن الإستراتيجية تتحقق من خلال عدة آليات أهمها تفعيل دور مجالس الأمناء والآباء والمعلمين في نشر ثقافة الأمن الفكري وتنمية مهارات الأخصائيين الاجتماعي والنفسي في قياس ورصد ظواهر العنف وتحليلها وتحديد أسبابها، وتفعيل دور الإعلام التربوي في تأهيل الميدان لتطبيق تجربة الأمن الفكري، ودعوة رجال الدين والفكر بالدولة للمشاركة في وضع مقررات الأمن الفكري .