تلقيت اليوم العديد من رسائل التهنئة من أهلي وأصدقائي في مصر وأنا أتساءل لماذا كل هذه التهاني والأمنيات وبأية مناسبة؟

تذكرت أن اليوم هو يوم الاحتفال بعيد الأم وعيد الربيع في مصر، ولكن في اليابان الأمر مختلف، فاليوم هو يوم عطلة عيد الربيع فقط، وتحتفل اليابان بعيد الأم في يوم الأحد من الأسبوع الثاني لشهر مايو، أي أنه سيكون في يوم ٨ مايو من هذا العام.

وفي اليابان تختلف طقوس عيد الأم عن مصر تمامًا. ففي مصر يتم تقديم الهدايا التي تلقى إعجاب الأمهات، ولكن في اليابان يتم إهداء الأمهات بزهور القرنفل الحمراء للأحياء منهن، وتوضع زهور القرنفل البيضاء على قبور الفقيدات.

وفي الآونة الأخيرة اتجه اليابانيون لاختيار باقة ملونة من زهور القرنفل لإهدائها لأمهاتهن ولكن هذا الأمر أثار حفيظة البعض على هذه العادة الجديدة، وذلك لأن لكل لون معنى في أزهار القرنفل.. فالأحمر يعبر عن الحب والصدق في المشاعر، والأحمر الداكن يعبر عن الحزن الكامن في القلب، واللون الوردي للتعبير عن الشكر والعرفان، واللون البرتقالي يعبر عن الحب الفطري، واللون الأزرق يعبر عن السعادة الأبدية، والبنفسجي للفخر والاعتزاز، أما الأصفر فيعبر عن الاستخفاف والتقليل من الشأن، والأبيض يعبر عن الاحترام والحب الأبدي للأموات.

ولذلك لابد من التفكير وبشدة في انتقاء ألوان باقة الزهور، فيجب الابتعاد عن اللون الأحمر الداكن واللون الأصفر والأبيض في باقة زهور عيد الأم.

بالطبع لم أكن أعرف هذا الأمر، إلا عندما أهديت باقة من باقات الزهور الملونة لحماتي في يوم عيد الأم إحدى المرات، ووجدتها تشكرني وهي تبتسم في خجل على غير عادتها، ثم وضعت باقة الزهور في غرفتها حتى لا يراها أحد. وكنت عندما أهديها باقة الزهور تزينها في مكان يراه الجميع وتفتخر بأنني أهديتها باقة زهور عيد الأم.فتعجبت من رد فعلها في هذه المرة حتىشرحت لي وقتها أخت زوجي سبب هذا الخجل، وعرفت بعدها أن اختياري لم يكن موفقًا.

ولخوفي وقلقي الشديدين من حدوث أي خطأ من هذا القبيل مرة أخرى أصبحت أهديها باقة من الزهور الحمراء بشكل مختلف في كل عام، فالاختيار الآمن هو الاختيار الأمثل.