العالم يحبس أنفاسه لترقب مصير حرب غزة

حماس تسلم ردها على مقترحات التهدئة.. واستمرار الانقسام داخل إسرائيل

زحام على استلام الأغذية فى شمال غزة
زحام على استلام الأغذية فى شمال غزة

عواصم - وكالات الأنباء:
يحبس العالم أنفاسه مترقبا هل ستتوصل اسرائيل وحركة حماس الى صفقة يقوم بموجبها المحتل بإلغاء عدوان يخطط له على مدينة رفح الفلسطينية حيث يعيش نحو مليون ونصف المليون نازح فى خيام فى ظروف مذرية بالفعل. 


وفى الأثناء، تتواصل مساع حثيثة من أطراف عدة فى مقدمتها مصر، سعيا للتوصل لصفقة يتم بموجبها التهدئة فى حرب تختتم شهرها السابع على وقع توحش وإرهاب اسرائيلى تجاه الفلسطينيين العزّل بمعدل غير مسبوق. 


وكانت وكالة «فرانس برس» قد نقلت عن «مسئول رفيع فى حماس»، حسب ما ذكرت، أن «لا قضايا كبيرة» فى ملاحظات الحركة بشأن الاقتراح الأخير المقدم حول اتفاق لوقف إطلاق النار فى غزة. وحسب «فرانس برس»، قال المسئول فى «حماس» الذى اشترط عدم كشف هويته: «الأجواء إيجابية ما لم تكن هناك عراقيل إسرائيلية جديدة». وأضاف المسئول أن «وفدا لحماس برئاسة خليل الحية سيقدم رد الحركة على اقتراح الهدنة خلال اجتماع مع وسطاء مصريين وقطريين فى القاهرة» بشكل وشيك، وفق الوكالة. وتجرى قطر مع الولايات المتحدة ومصر وساطة للتوصل إلى هدنة فى القطاع الفلسطينى وإطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين فى مقابل إطلاق سراح أسرى فلسطينيين فى سجون إسرائيل. وكانت وسائل إعلام ذكرت فى وقت سابق أن حماس تدرس مقترحا يتضمن وقف إطلاق النار لمدة 6 أسابيع فى قطاع غزة وتبادل النساء والأطفال الذين اختطفتهم الحركة مقابل إطلاق 900 أسير فلسطيني.


وتنتظر إسرائيل حاليا رد حماس على الخطوط العريضة للصفقة التى طرحت فى الأيام الأخيرة، ويتطلب الاقتراح تقديم تنازلات من الجانب الإسرائيلي، إطلاق سراح عدد كبير من الاسرى الفلسطينيين، وسيتعين على الجيش الإسرائيلى الانسحاب من ممر نتساريم الذى يقع بين شمال وجنوب قطاع غزة، ولكن هناك حل وسط ومن غير المرجح أن توافق إسرائيل، وربما يؤدى ذلك إلى فشل المحادثات، على الوقف الكامل للحرب بحسب القناة 13 الإسرائيلية.ولا يزال الانقسام هو سيد الموقف فى اسرائيل، حيث ستقرر الحكومة ومجلس الحرب فى تل أبيب إما أن تنفذ عملية عسكرية كبيرة وعدوانية وطويلة فى رفح، أو تبرم صفقة تبادل جديدة تؤدى إلى وقف إطلاق النار. وبحسب تقارير فلسطينية، فإن رسالة الجيش الإسرائيلى على المستوى السياسي، بعد أن انتهت الاستعدادات للعملية العسكرية، هى أن الصفقة اذا حصلت قبل مناورة رفح، يمكن تنفيذ العملية العسكرية بعد ذلك أيضا. فى خضم ذلك، هناك مواقف متباينة فى اسرائيل حول الصفقة المحتملة. فقد هدد وزير المالية بتسلئيل سموتريش بأنه سيسقط الحكومة إذا تمت الموافقة على صفقة من شأنها إنهاء الحرب، ومن ناحية أخرى قال الوزير بينى غانتس إن إطلاق سراح المختطفين يسبق العملية فى رفح، وينبغى التوصل إلى اتفاق فى أقرب وقت ممكن.
كما علق وزير الجيش الإسرائيلى يوآف جالانت أيضًا قائلاً: «نحن ملتزمون بالقضاء على حماس وإعادة المختطفين - نحن نعمل على هاتين المهمتين وأنا مصمم على إنجاز الأمرين. سيستغرق الأمر وقتًا طويلاً، لكن يجب علينا القيام بذلك».


وفى الرياض، قال وزير الخارجية الأمريكى أنتونى بلينكن إنه يأمل أن تقبل حماس عرضا سخيا للغاية لوقف الهجوم الإسرائيلى على غزة مقابل إطلاق سراح الرهائن. وقال بلينكن خلال المنتدى الاقتصادى العالمى الذى تستضيفه العاصمة السعودية: أمام حماس اقتراح غير عادى وسخى للغاية من جانب إسرائيل.. عليهم أن يقرروا.. وعليهم أن يقرروا بسرعة.. آمل أن يتخذوا القرار الصحيح.»


وفى واشنطن، قال منسق مجلس الأمن القومى الأمريكى للاتصالات الاستراتيجية، جون كيربي، أن البيت الأبيض لم يتراجع عن موقفه بشأن الغزو الإسرائيلى الوشيك لرفح. وخلال مكالمة هاتفية بعد ظهر يوم الأحد مع رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتنياهو، «كرر الرئيس جو بايدن موقفه الواضح». 
ووفقاً لكيربي، فقد أخبر القادة الإسرائيليون المسئولين الأمريكيين «أنهم لن يذهبوا إلى رفح حتى تتاح لنا الفرصة لمشاركة وجهات نظرنا ومخاوفنا معهم. وأشار كيربى إلى أنه «لا تزال هناك تحديات على الأرض فى توصيل المساعدات إلى الشمال ولكن هذا بدأ يحدث، وقد بدأ الإسرائيليون فى الوفاء بالالتزامات التى طلب منهم الرئيس بايدن الوفاء بها».