الاحتلال يخترق أعماق رفح وجباليا.. ويحول «الزيتون» لركام

نزوح 600 ألف من رفح الفلسطينية.. واستشهاد 15 ألف طفل منذ بدء الحرب

أم فلسطينية تودع رضيعها
أم فلسطينية تودع رضيعها

فى اليوم 223  من الحرب، وسع الجيش الإسرائيلي عملياته العسكرية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة وفي جباليا شماله، وسط نزوح مئات آلاف من المدنيين، وبالتزامن مع استمراره في  شن سلسلة غارات جوية في أنحاء القطاع مخلفًا عشرات الشهداء والمصابين. وأعلنت وزارة الصحة أن الاحتلال ارتكب 4 مجازر ضد العائلات راح ضحيتها  39 شخصًا وأصيب 64 آخرون خلال 24 ساعة الماضية، لترتفع بذلك حصيلة الشهداء إلى 35272 والمصابين إلى 79205 منذ بدء العدوان. وأكد الهلال الأحمر الفلسطيني استشهاد أكثر من 15 ألف طفل منذ بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في 7 أكتوبر الماضي.

وتحاول الدبابات الإسرائيلية التقدم أكثر في رفح جنوب قطاع غزة وجباليا شمالاً وسط انسحابها من حي الزيتون جنوب مدينة غزة بعد اجتياح لسبعة أيام. وتقدمت دبابات الاحتلال في محيط المقبرة الشرقية ومول العرب وحي السلام شرق رفح وسط استمرار إطلاق القذائف المدفعية، مما أدى لاستشهاد أربعة أشخاص، في حين قصفت طائرات الاحتلال خيام النازحين شمال غرب مدينة رفح موقعة عددًا من الإصابات.

اقرأ أيضًا| بوتين يرحب برغبة الصين «الصادقة» فى تسوية الصراع

من جانبها كشفت وكالة إغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين «الأونروا» عن نزوح نحو 600 ألف شخص، أي ما يعادل ربع سكان غزة، من رفح الفلسطينية منذ السادس من مايو.


وشن الطيران الحربي سلسلة من الغارات على وسط مخيم جباليا، مستهدفًا سوق المخيم، شمالي قطاع غزة. واستشهد الصحفي هايل النجار مع عدد من أفراد أسرته في قصف إسرائيلي استهدف شارع غزة القديم بجباليا. وقصف طيران الاحتلال منزلاً لعائلة «عسلية» في شارع غزة القديم بمدينة جباليا.

وكشف انسحاب جيش الاحتلال من حي الزيتون عن دمار واسع في المنازل وخمسة مراكز نزوح وشوارع دمرها الاحتلال. وأشار الدفاع المدني إلى تدمير 200 منزل خلال اجتياح الزيتون. وانتشل مسعفون جثامين نحو عشرين شهيدًا في القصف ولم يستطع أحد الوصول إليهم.

وفي مدينة غزة، أكدت مصادر طبية أن أكثر من 30 شخصًا استشهدوا بينهم 10 أطفال جراء استهداف الاحتلال عدة منازل، مشيرة إلى استشهاد الصحفي محمد جحجوح وعدد من أفراد عائلته إثر قصف إسرائيلي استهدف منزلهم شمالي قطاع غزة. 

من جانبه، قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن الجيش الإسرائيلي تعمد خلال اجتياحه البرّي لحي الزيتون جنوب غزة وجباليا شمال غزة، تدمير مدارس ومنشآت صحية، في إصرار على تدمير شامل لجميع مناحي ومقومات الحياة في قطاع غزة في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي تستهدف الفلسطينيين هناك. وأضاف المرصد أن انسحاب القوات الإسرائيلية من حي الزيتون كشف عن تدميره لثلاث مدارس إلى جانب تدميره مستوصف الزيتون الطبي الذي كان يخدم نحو 80 ألف نسمة من سكان الحي.

وأبرز الأورومتوسطي أن العملية العسكرية للاحتلال في حي الزيتون تضمنت توغلًا بريًّا بآليات عسكرية وغارات جوية ومدفعية كثيفة، مما أجبر مئات العائلات على النزوح القسري، ورافقها نسف المزيد من المربعات السكنية، لتحول الحي إلى أكوام من الركام.

كما أشار الأوروتوسطي إلى أن القوات الإسرائيلية اقتحمت 6 مدارس للأونروا في جباليا شمال قطاع غزة، كانت تؤوي آلاف النازحين بعد أن قصفتها وأطلقت النار تجاهها، وهجرت النازحين داخلها مرة أخرى، واعتقلت وقتلت أعدادًا منهم. وأبرز المرصد أن إسرائيل دمرت 80% من مدارس قطاع غزة بين كلي وجزئي في هجومها العسكري منذ السابع من كتوبر الماضي، .في غضون ذلك، أعلن الجيش الأمريكي  تثبيت الرصيف البحري العائم على شاطئ قطاع غزة بهدف استخدامه في إدخال المساعدات للفلسطينيين هناك.

وأوضحت القيادة أنه من المتوقع أن تبدأ الشاحنات التي تحمل مساعدات إنسانية لغزة بالتحرك إلى الشاطئ في الأيام المقبلة.كما أفادت بأن منظمة الأمم المتحدة ستتسلم المساعدات وتنسق توزيعها في غزة.

من جهة اخرى، أعلن الجيش الإسرائيلي مقتل 5 من جنوده خلال معارك في جباليا شمال قطاع غزة، مشيرًا إلى أنهم قضوا بـ»نيران صديقة». من جهتها، أشارت صحيفة «معاريف» العبرية إلى أن الجيش الإسرائيلي دفع باللواء الكوماندوز 89 للقتال في رفح جنوب قطاع غزة أمس لينضم إلى اللواء401 ولواء جفعاتي.

وأوضحت الصحيفة أنه من المتوقع أن يوافق الجيش الإسرائيلي على توسيع العملية في مدينة رفح إلى جانب عدة بدائل، تم تقديمها إلى وزير الدفاع جالانت، من دون أن تحدد ماهية هذه البدائل.