ارتسمت على وجهه تجاعيد الزمن، تخفي وراءها مراهقة صاخبة مليئة بالمغامرات، ولم يكن يتخيل أن نهايته ستكون على يد عشيقته التي تصغره سناً طمعاً في ماله ولثرائه الفاحش.

قامت العشيقة بوضع كمية كبيرة من أقراص الأباتريل المخدرفي كوب العصير، بهدف قتله والتخلص منه وطلب فدية من أسرته، لكنه ظل على قيد الحياة، وبدون تردد قامت بمساعدة صديقين لها، وكتمت أنفاسه مستخدمة "مخدة"، ولم يتركوه إلا وهو جثة هامدة.
ارتعدت أنامل الابن أثناء تلقيه مكالمة هاتفية من أحد الأشخاص يطلب منه مبلغ 50 ألف جنيه، مقابل إعادة والده المسن، امتثل الابن لأوامره بعد أن هدده بعدم إبلاغ الشرطة، حفاظاً على حياة أبيه، وتوجه إلى المكان المتفق عليه وقام بتسليم المرسال المبلغ، وتسلل الشك بداخله بعد أن مضت المدة المتفق عليها لعودة الأب، حتى وقعت المفاجأة على رأسه كالصاعقة عندما عثر أحد حراس المقابر بمنطقة 15 مايو على جثة الأب التي أصبحت شبه متفحمة بعد أن أشعلوا فيها النيران، معتقدين الإفلات من جريمتهم والاستمتاع بالمال.
البداية عندما تلقى اللواء خالد شلبي مدير الإدارة العامة لمباحث الجيزة بلاغاً من شاب يفيد عن تغيب والده وتلقيه مكالمة هاتفية من بطلب فدية، على الفور تم تشكيل فريق على مستوى عال أشرف عليه اللواء علاء عزمي نائب مدير الإدارة العامة للمباحث، وقاده العميد محيي سلامة رئيس مباحث قطاع أكتوبر، وبورود التحريات أكدت بأن الأب كانت تربطه بالعشيقة علاقة غير شرعية منذ فترة طويلة، وأنها قامت بالاتفاق مع صديقين لها وتربطها بهما أيضاً علاقة غير شرعية، واتفقوا فيما بينهم وخططوا لجريمتهم، وقامت باستدراج العجوز إلى شقة أحد المتهمين بحلوان وحاولوا قتله عن طريق إعطائه كمية من المخدرات، لكنه ظل حياً، وخشيت من افتضاح أمرهم، لأنه في حالة عودته سينتقم منهم، فقرروا التخلص منه وقاموا بإلقاء جثته بمقابر مدينة 15 مايو بعد أن اشعلوا فيها النيران.
وبمواجهة المتهمين بعد القبض عليهم اعترفوا بصحة الواقعة، وأحالهم اللواء أحمد حجازي مساعد الوزير لأمن الجيزة إلى النيابة التي تولت التحقيق.