توماس فريدمان: الفلسطينيون ليسوا جسراً للبيت الأبيض 14/12/2011 01:31:14 م ريهاب عبد الوهاب انتقد الكاتب الشهير توماس فريدمان في مقاله الأخير بصحيفة نيويورك تايمز تصريحات المرشح الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة الأمريكية جنجريتش نيوت الأخيرة. ويذكر أنه أدعي فيها أن الشعب الفلسطيني "اختراع" وأنه لا يستحق أن يكون دولة خاصة به .  ويقول فريدمان أن تصريحات جنجريتش تأتي في إطار تنافس "وضيع" بينه و بين منافسه ميت رومني علي كسب أصوات اليهود في أمريكا .  ففي الوقت الذي أقتصرت فيه تصريحات رومني علي نقل السفارة الأمريكية في إسرائيل من تل أبيب إلي القدس إرضاء لرغبة حليفتها إسرائيل والتأكيد علي أن الدور الحقيقي الذي يجب أن تلعبه أمريكا ليس الإمساك بدفة عملية السلام ، ولكن دعم حليفتها إسرائيل في كل ما تفعله.  في الوقت نفسه يأتي جنجريتش ليحرم 2.5 مليون فلسطيني من حق إمتلاك وطن ويكرس لإحتلال إسرائيل للضفة الغربية إلي الأبد . ويقول فريدمان أنه بحسب أقوال السيد جنجريتش سيكون أمام إسرائيل أحد الخيارات الثلاث : إما أن تحرم الفلسطينيين المقيمين في الضفة الغربية بشكل دائم من الجنسية الإسرائيلية وتنضم إلي نادي دول الفصل العنصري, أو أن تبيد الفلسطينيين في الضفة من خلال عمليات تطهير عرقي لتضع نفسها علي الطريق إلي محكمة العدل الدولية, أو أن تعامل هؤلاء الفلسطينيين كمواطنين اسرائيليين تماما كعرب اسرائيل وبذلك تضع القواعد لدولة اسرائيلية ثنائية القومية..هذا هو تفكير جنجريتش الذي يدعّي أنه محب لإسرائيل.  وينصح فريدمان الساسة الإسرائيليين بألا ينخدعوا بهذه التصريحات المضللة ويضيف أن علي رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن يعي أن الحفاوة التي استقبلوه بها في الكونجرس لم تكن تقديراً لما ينتهجه من سياسات ولكنها كانت حفاوة دفع ثمنها اللوبي الإسرائيلي في أمريكا ، وأنه لو حاول الظهور مرة أخري الآن في مكان كجامعة ويسكونسن مثلاً فإنه في الغالب سيواجه بمقاطعة شديدة.  ويري فريدمان أن هناك خلط كبير في أذهان العديد من اليهود المعتدلين الذين يرون أن إدعاء اسرائيل الديمقراطية يتناقض بشكل كبير مع ما نشرته الفاينانشيال تايمز حول مجموعة من القوانين والمقترحات الإسرائيلية الجديدة التي من شأنها أن تخنق المعارضة والنيل من حقوق الأقليات وتحد من حرية التعبير ، وتشمل هذه القوانين قانونا يعطي للإسرائيليين الحق في استبعاد الأسر العربية.  ويعلق فريدمان علي الحادثة الأخيرة التي قام فيها بعض المستوطنون اليهود بمهاجمة قاعدة للجيش الإسرائيلي ورجم بعض الجنود بالحجارة احتجاجاً علي إزالة بعض المستوطنات الغير شرعية التي قام ببناءها بعض المستوطنون بشكل عشوائي.  ويختتم فريدمان مقاله بقوله أنه في حين يطرح جنجريتش تساؤلا حول هوية الفلسطنيين نجد أن هناك بعض الإسرائيليين الذين يتساءلون حول هويتهم في ظل هذا الخلط بين إدعاء الديمقراطية وتطبيقها.