حث الكاتب الصحفي الأمريكي توماس فريدمان، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، على تنفيذ تهديداته الأخيرة بقطع إمدادات الغاز عن أوكرانيا. ولفت فريدمان في مقال بعنون "تقدم يا فلاديمير وأسعد قلبي" -نشرته صحيفة " نيويورك تايمز" الأمريكية السبت 12 ابريل على موقعها الإلكتروني إلى أن خطوط الغاز الأوكرانية هي الممر لنسبة 15 بالمئة من الغاز المستهلك في أوروبا وتساءل فريدمان: "إذا ما تمنيت أن ينفذ بوتين تهديده ويقطع الغاز، فهل أكون بذلك شريرا؟" وأكد فريدمان أن هذا بالفعل ما يصبو إليه، موضحا أن الصدمة التي يسببها مثل هذا الانقطاع في إمدادات الغاز  رغم تأثيرها على المدى القصير إلا أنها قد تثمر على المدى البعيد عما أثمر عنه حظر النفط العربي عام 1973 عن أمريكا ودول أخرى من تحفيز للبحث عن بدائل أخرى مثل الطاقة الشمسية والرياح والصناعات الموفرة للطاقة. ورأى صاحب المقال أن حظر بوتين للغاز اليوم قد يكون أكثر قيمة إذ أنه يأتي في توقيت تستعد فيه الطاقات الشمسية والهوائية والصناعات الموفرة للطاقة للانطلاق والتوسع..وقال "فلتمض يا فلاديمير في طريقك، أسدي إلينا كلنا صنيعا، أطلق لجنونك العنان، اقطع النفط والغاز عن أوكرانيا ويا حبذا لو قطعته عن أوروبا بأسرها قم بحظره واصنع لنفسك يوما عظيما، أما الكوكب الأرضي كله فلسوف يسعد على مدار مائة عام". وساق الكاتب الأمريكي ما يؤكد أن الطاقة النظيفة تمر بمنتصف الطريق من النظرية باتجاه التطبيق، وهو ما سيفتح الباب صوب الكثير من الفرص. وأشار فريدمان إلى تقارير تؤكد أن المنازل الجديدة في كاليفورنيا تستخدم اليوم ثلاثة أرباع الطاقة التي كانت تستخدمها قبل 25 عاما، وأن شركات صناعات الشاحنات تتسابق اليوم على تصنيع شاحنة أقل استهلاكا للطاقة نزولا على رغبة العملاء في الاقتصاد في شراء الجازولين، كما أن تكساس اليوم لديها ما يكفي من الرياح لإمداد أكثر من 3 ملايين منزل بالطاقة. وأكد فريدمان أن حظر بوتين للغاز من شأنه تدعيم الرسالة التي بعث بها تقرير المناخ الأخير الصادر عن الأمم المتحدة والذي حذر بثقة بالغة من أن انبعاثات الكربون التي يتسبب فيها الإنسان تعمل على إذابة المزيد من الثلوج، بما يعني مزيدا من الارتفاع الخطير لمستوى مياه البحر، وهو ما يضر بالأنظمة البيئية حول العالم. واختتم فريدمان بالقول "إننا على أعتاب أخطار محدقة على صعيد المناخ العالمي.. والحل في التحول إلى الطاقة النظيفة".