جالانت يُغيِّر موقفه تجاه الشمال.. وتأهب فى مستشفيات الاحتلال

سموتريتش: لا مفر من حربٍ حاسمة وسريعة مع «حزب الله»

دمار فى بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان
دمار فى بلدة عيتا الشعب جنوب لبنان

اعتبر وزير المالية الإسرائيلى اليميني المتطرف بتسلئيل سموتريتش، أمس أنه لا مفر من «حرب حاسمة وسريعة مع حزب الله» لكنه شَدَّد فى المقابل على أنه لا يستخف بالثمن المتوقع لهذه الحرب، ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن سموتريتش قوله: «لا أستخف بالثمن المُتوقع لحرب لبنان، لكن أى ثمن ندفعه اليوم سيكون أقل بكثير مما سندفعه إن لم نتحرك»، وطالب سموتريتش أغلبية الإسرائيليين بعدم الانجراف وراء مَن وصفهم بـ»الأقلية الصاخبة التى تحاول جر إسرائيل بالقوة إلى حروب داخلية»، وأضاف: «الأقلية أرادت حرق كل شىء قبل الحرب، ولا تسيطر على نفسها عندما يقاتل جنود الجيش الإسرائيلى فى غزة والحدود الشمالية»، ودعا إلى «تجاهل هذه الأقلية المتطرفة حتى لو حاولت وسائل الإعلام تضخيمها وجعلها حدثًا بارزًا». واعتبر أن «إيران لديها خطة لتدمير إسرائيل تعتمد على إطلاق عشرات الآلاف من الصواريخ فى أنحاء البلاد من أماكن عديدة بالشرق الأوسط»، وقال: «لا مفر من حربٍ حادة وسريعة لإخراج حزب الله من اللعبة، وحرمانه من القدرة على أن يكون جزءًا من هذه الخطة خلال السنوات المقبلة». 

ونقلت «يديعوت أحرونوت»، أمس، عن جنرال إسرئيلى كبير قوله: «أخطأنا عندما لم نُهاجم الدولة اللبنانية منذ اللحظة الأولى وركزنا فقط على حزب الله»، وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الإسرائيلى يقول إنه «فى حالة الحرب مع لبنان سيكون الأمر صعبًا فى إسرائيل ولكن فى بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة بمائة مرة».

فى المقابل، كشفت صحيفة «نيويوك تايمز» الأمريكية عن تغيير فى موقف وزير الدفاع الإسرائيلى يوآف جالانت من الحرب فى الشمال، ونقلت عن مسئولين أمريكيين قولهم إن جالانت «كان يعتقد مثل بعض المسئولين الإسرائيليين، أنه يجب تدمير حزب الله لكنه غَيَّر موقفه حاليًا، وأصبح يرى أن فتح جبهة جديدة لن يكون قرارًا حكيمًا»، وأعرب المسئولون الأمريكيون عن اعتقادهم بأن إسرائيل وحزب الله «يفضلان التوصل إلى حل دبلوماسى للأزمة»، وأضافوا أن «جالانت أبلغ واشنطن خلال زيارته الأخيرة بأن تل أبيب لا تريد حربًا واسعة النطاق لكنها على استعداد لتوجيه ضربة حال تعرضت لاستفزازٍ كبير».

وتواصل الإدارة الأمريكية ضغوطها على الجانبين من أجل حل الأزمة بالوسائل الدبلوماسية، ونقلت صحيفة «بوليتيكو» الأمريكية عن مسئولين أمريكيين قولهم إن واشنطن أبلغت حزب الله وإيران بطريقة غير مباشرة بأنها «لن تمنع إسرائيل من الهجوم على لبنان، وأن قرار الحرب مع حزب الله بيد إسرائيل وحدها». 

ووسط المخاوف من اندلاع حرب واسعة، قالت صحيفة «تايمز أوف إسرائيل» العبرية إن مستشفيات شمال إسرائيل دخلت فى حالة تأهب قصوى، حيث جمعت ما يكفى من الإمدادات للعمل كـ «جزر منفصلة» لعدة أيام، وطلب سلمان الزرقا مدير مستشفى زيف من الموظفين «الاستعداد للوصول بسرعة إلى المستشفى، وإحضار الأغراض الشخصية الأساسية من أجل إقامة طويلة». وقال مسعد برهوم مدير مركز الجليل الطبي: «كان مستوى الاستعداد المطلوب منا مرتفعًا منذ 9 أشهر تقريبًا، لكن يبدو الآن أننا سنحتاج إلى رفعه أكثر»
من جهة أخرى، قُتل 3 أشخاص فى ضربة إسرائيلية نفذتها طائرة مُسيَّرة واستهدفت منزلًا فى حولا جنوبى لبنان مما أدى إلى تدمير المنزل بالكامل، وأعلن جيش الاحتلال عن ضرب البنية التحتية والهيكل العسكرى لحزب الله فى منطقتى الطيبة ورب الثلاثين جنوب لبنان، جاء ذلك بعد ساعات قليلة من إعلان حزب الله، تدمير دبابة «ميركافا» وآلية «نميرا» إسرائيليتين، فى موقع رويسات العلم بتلال كفرشوبا، مُستخدمًا الصواريخ المُوجهة.. ومع استمرار القصف المتبادل على جانبى الحدود، تحولت بلدة عيتا الشعب الحدودية فى قضاء بنت جبيل إلى مدينة أشباح لا حياة فيها بعد نزوح سكانها البالغ عددهم 13 ألف نسمة، فيما طال الدمار الهائل كافة مناحى الحياة وفقًا لما ذكرته قناة «الغد». 

وفى بيانٍ لها، حَثَّت السفارة السعودية فى بيروت، مواطنيها الموجودين فى لبنان على مغادرته «بشكل فوري»، وأكدت دعوتها السابقة لكافة المواطنين للتقيد بقرار منع السفر.