فوز تاريخى لليمين الفرنسى فى الانتخابات التشريعية

ماكرون: حان وقت التحالف.. ولوبان: محونا معسكر الرئيس عمليا

مارين لوبان
مارين لوبان

باريس- (أ ف ب):
تصدر اليمين الفرنسى المتطرف بقيادة جوردان بارديلا، بفارق كبير نتائج الدورة الأولى، من الانتخابات التشريعية التاريخية فى فرنسا، وقد يصل الى الحكم للمرة الأولى فى ظل الجمهورية الخامسة، وفق تقديرات أوّلى لمراكز استطلاع الرأي.


وبحصوله على ما بين 34٫2% و34٫5% من الأصوات، تقدم التجمع الوطنى وحلفاؤه على تحالف اليسار (الجبهة الشعبية الوطنية) الذى حصد ما بين 28٫5 % و29٫1% من الأصوات، بينما حل معسكر الرئيس ايمانويل ماكرون ثالثا (20٫5% إلى 21٫5%) فى الاقتراع الذى شهد مشاركة كثيفة. أما الجمهوريون (يمين) الذين لم يتحالفوا مع اليمين المتطرف فنالوا 10% من إجمالى الأصوات.
وقال إيمانويل ماكرون فى تصريح مكتوب وزع على وسائل الإعلام عقب إعلان النتائج: «فى مواجهة التجمع الوطني، إنه الآن وقت تحالف واسع يكون بوضوح ديموقراطيا وجمهوريا فى الدورة الثانية» وأشاد بـ»المشاركة الكبيرة التى تظهر أهمية هذا الاقتراع بالنسبة الى جميع مواطنينا وارادة توضيح الوضع السياسي»، وأضاف أن «خيارهم الديموقراطى يلزمنا»، وذلك بعدما جمع رؤساء أحزاب يمين الوسط الذين يحكم معهم منذ 2017. وتعليقاً على ذلك، قالت أديلاييد ذو الفقار باسيش المديرة العامة لمعهد «بى فى آ» لاستطلاعات الرأي: «إنه رهان خاسر» مع احتمال حصول حزب التجمع الوطنى اليمينى المتطرف على غالبية نسبية بل ربما مطلقة، وأشارت إلى أن «إيمانويل ماكرون فى مأزق فى حين أنه طرح نفسه حاجز صد، منذ 2017، بوجه الجبهة الوطنية» قبل أن تتخذ اسم التجمع الوطنى عام 2018.


من جهتها، أكدت زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان أن «معسكر ماكرون تم محوه عمليا»، وأعلنت إعادة انتخابها من الدورة الأولى فى دائرتها با-دو-كاليه بشمال البلاد.
ورفض حزب الجمهوريين (يمين محافظ)، دعوة ناخبيه إلى التصويت ضد التجمع الوطنى اليمينى المتطرف فى الدورة الثانية.


وقالت قيادة الحزب فى بيان «حيث لن نكون موجودين فى الدورة الثانية، وبالنظر إلى أن الناخبين أحرار فى خيارهم، لن نصدر تعليمات وطنية، وسنترك الفرنسيين يعبرون استنادا إلى ضمائرهم». واعتبر النائب الأوروبى عن الجمهوريين فرنسوا كزافييه بيلامى أن «الخطر الذى يهدد بلادنا اليوم هو اليسار المتطرف».


وفى معسكر اليسار، أعلن المدافعون عن البيئة والاشتراكيون والشيوعيون أنهم سينسحبون إذا كان ثمة مرشح آخر فى موقع أفضل للحيلولة دون فوز التجمع الوطني.
وصب موقف رئيس كتلة اليسار الراديكالى جان لوك ميلانشون فى التوجه نفسه عبر إعلانه انسحاب مرشحى اليسار الذين احتلوا المركز الثالث الأحد.. ورأى ميلانشون أن نتائج الانتخابات تشكل «هزيمة ثقيلة لا تقبل الجدل» للرئيس ماكرون، وقال «التزاما بمبادئنا ومواقفنا الثابتة فى كل الانتخابات السابقة (...) نسحب ترشيحنا لأننا لم نحتل سوى المرتبة الثالثة». فيما صرح النائب الاوروبى عن اليسار رافاييل جلوكسمان «أمامنا سبعة أيام لتجنيب فرنسا كارثة».
وتشير التوقعات الأولى لعدد المقاعد فى الجمعية الوطنية إلى أن التجمع الوطنى وحلفاءه سيحصدون غالبية نسبية كبيرة وربما غالبية مطلقة بعد الدورة الثانية المقررة الأحد المقبل.