اختفاء مشاهد «الذبح» فى الشارع.. ومئات الأسر خرجت كعادتها لزيارة المقابر

المصريون يتحدون «الطقس» ويستمتعون بالاجازة| خرجوا للحدائق والمتنزهات والسينمات والمسارح

المصريين خرجوا للحدائق والمتنزهات والسينمات والمسارح
المصريين خرجوا للحدائق والمتنزهات والسينمات والمسارح

■ كتب: عصام عطية

«العيد فرحة.. وأجمل فرحة.. يجمع شمل قريب وبعيد»، تُجسد كلمات تلك الأغنية جوهر العيد ومفهومه لدى ملايين المصريين، الذين لا يتركون أبداً إجازة العيد تمر دون الشعور بالبهجة، والذهاب للتنزه، وزيارة الأقارب، والاستمتاع بأيام العيد فى أجواء تملؤها السعادة، وهم الذين تحدوا فى عيد هذا العام، موجة الطقس الحارة التى ضربت البلاد فى أيام العيد، ورغم تحذيرات هيئة الأرصاد الجوية من هذه الموجة، إلا أنهم خرجوا بالملايين للاحتفال بالعيد.

خرج المصريون، فى إجازة عيد الأضحى، إلى المطاعم، والكـافيهات، وبالطبع السينمات، والمسارح، والحدائق المختلفة، بعد «العصاري»، ومع انخفاض درجة حرارة الشمس، كانوا يملئون المُتنزهات والحدائق، والمراكب، بكورنيش النيل، وكذلك الملاهي، كُلها كانت وجهات ومقاصد للمصريين من أجل قضاء فترة العيد والاستمتاع بالإجازات.

تُعتبر المُتنزهات والحدائق، أحد أبرز مقاصد المصريين فى إجازة العيد لقضاء وقت مُختلف، فكان المشهد بالعيد وكأن هناك حالة نزوح جماعى من المصريين تجاهها، بسبب قربها من معظم المناطق السكنية الكبيرة، ورخص تكلفة زيارتها، مثل حديقة «الأزهر بارك»، و«الفُسطاط»، وهى الأماكن التى ازدحمت بشدة فى اليوم الأول من إجازة عيد الأضحى المُبارك.

هذا العام، اختفت مشاهد الذبح فى الشوارع، بعد أن فتحت كل محافظات مصر جميع مجازرها خلال أيام العيد، الأمر الذى أدى لاختفاء أصوات الجزارين الجائلين، وباعة جلود الأضاحي، والتى كانت مشهورة فى العيد، حيث يعبرون شوارع القاهرة، وهم يُنادون بأصوات مدوية «جزار.. جزار»، و «جلد للبيع.. فروة للبيع»، كان الجزار المتجول، ما إن يفرغ من صلاة العيد حتى يحمل مُعداته وسكاكينه، مُصطحبًا مساعده إلى وجهة جديدة، حتى يصادفا مَن يبحث عن جزار لذبح أضحية العيد، يختار الجزار المتجول الذبائح السهلة كالماعز والخراف، مُتجنبًا ذبح البقر والعجول، فالحيوانات الكبيرة تحتاج إلى ثلاثة أو أربعة أفراد لذبحها، ثم إنها تستغرق وقتًا طويلًا فى الذبح والتقطيع، عكس الصغيرة اليسيرة.

◄ اقرأ أيضًا | توافد المواطنين على حدائق القناطر الخيرية في ثاني أيام عيد الأضحى 2024

بعد ذبح الأضحية، اجتمعت العائلات لتناول وجبات العيد المُميزة العامرة باللحوم والفتة والمحاشى والحلويات التقليدية، وانتشرت بالشوارع كعادة كل عام فى أيام العيد، ألعاب الأطفال والمهرجانات التى أضفت جوًا من البهجة والفرح، كما حرصت أسر عديدة على زيارة مقابر الموتي، كعادتها، وقراءة القرآن، وإلقاء التحية على أرواح الراحلين، حيث تعكس مثل تلك العادات الروح الإسلامية للاحتفال بالعيد المُبارك، فتجتمع العبادات مع التقاليد الاجتماعية وسط أجواء من الترابط الأسري.

في عيد الأضحي، تميزت المائدة بتنوع كبير فى الأطباق والأكلات التقليدية التى أُعدت خصيصًا لهذه المناسبة، حيث يتم ذبح الأضاحي، ويُحضر منها العديد من أكلات اللحوم مثل المشوي، والمقلي، والكباب، والمرق، والمحاشي، والفتة، الأكلة الشعبية الأشهر فى العيد.

احتفال المصريين بعيد الأضحى جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي، والثقافة المصرية، حيث تتميز الأجواء فى أيام العيد بالبهجة والفرحة، والتلاحم الاجتماعى بين الأسر والأصدقاء والجيران، انطلقت الاحتفالات عقب صلاة العيد بالمساجد، وتبادل الناس التهانى والتبريكات، وكانت زيارات الأقارب وتبادل الهدايا والحلويات من العادات المُستمرة هذا العام، كما أُقيمت العديد من الأنشطة الترفيهية، والاحتفالية خلال هذا العيد، حيث تزينت الشوارع والمحال التجارية بالأضواء والزينة الملونة، وعرض التلفزيون البرامج الترفيهية والمسلسلات والأفلام، والتى تعد بشكل خاص لهذه المناسبة.