لغز مقتل الدكتورة نهى سالم مازال مستمرًا فى اسطنبول

الدكتورة نهى سالم
الدكتورة نهى سالم

مي السيد

  تواصل السلطات التركية تحقيقاتها لكشف لغز مقتل الطبيبة المصرية نهى سالم، والتى عثر على جثتها فى منطقة غابات بمدينة بيرم باشا باسطنبول، حيث تعددت الروايات التى ترجح السبب وراء وفاتها، وتناثرت قصص مختلفة حول المتسبب فى الجريمة والدوافع من وراء ارتكاب الجريمة.

يوم 17 مايو وفي حوالى الساعة الثانية ظهرا، تلقى مركز شرطة بيرم باشا بلاغًا يفيد بالعثور على جثة أنثى فى المنطقة الخضراء بجوار محطة مترو كوكاتيبى، فى تلك الأثناء توجه فريق من الشرطة والمباحث التركية إلى المكان المحدد، ووفقا لوسائل الإعلام فقد كانت الجثة ملقاة بين الخضرة.

كانت الجثة عارية تمامًا، ووجهها مغطى بقطعة قماش أرجوانية اللون، ولم يتمكنوا من التعرف عليها فى الحال نظرًا لبدء تحلل الجثة وظهور البقع الزرقاء فى مختلف أنحاء جسدها، وهو الأمر الذى دفع السلطات للبدء فى البحث بين بلاغات المفقودين، خاصة أنه لم يعثر على أى متعلقات شخصية خاصة بالمجنى عليها.

كالمعتاد فى مثل تلك الأمور نقلت الجثة إلى المشرحة لإجراء المناظرة عليها وفقا لتعليمات النيابة التركية، أخذت عينة من الحمض النووى الخاصة بها من أجل مطابقتها بأى شخص يمكن أن يطلب التعرف على الجثة، فى حال أثبت علاقته بها، حيث مر أسبوع دون التوصل لأى نتيجة حول هوية الجثة.

وفى هذه الأثناء كانت الطائرة التى استقلها الشاب المصرى يحيى حسن قد حطت فى اسطنبول، والذى جاء قادمًا من دبى حيث كان يأمل فى العثور على والدته الطبيبة نهى محمود سالم، والتى انقطع أى تواصل بينهما قبل أكثر من أسبوعين، بعد وصولها إلى تركيا للسياحة.

حاول يحيى البحث عن والدته فى الأماكن التى كانت تنشر منها صورها على صفحة الفيسبوك الخاصة بها، وما أن فشل فى ذلك توجه إلى أقرب قسم شرطة وقدم بلاغا باختفاء والدته، حيث ساعده فى عملية البحث أحد أقاربهم المقيم فى تركيا ويدعى عبد الرحمن قفص بحسب وسائل الإعلام.

أكد يحيى أن والدته التى كانت تعمل طبيبة تخدير حضرت إلى تركيا من أجل السياحة، ومنذ 3 أسابيع توقفت عن الرد على تطبيق المراسلات واتساب بينهما، كما توقفت عن الرد على هاتفها إلى أن انقطع تماما وأصبح غير متاح، ومن هنا شعر بالقلق وقرر المجيئ إلى تركيا للبحث عنها.

بعد 24 ساعة فقط، تلقى يحيى مكالمة من الأمن العام فى تركيا، يخطره بضرورة التوجه للتعرف على إحدى الجثث التى عثر عليها فى نفس الفترة التى أبلغ بإختفاء والدته فيها، وسريعا كان يحيى وقريبه فى مشرحة اسطنبول، ولكن تلاشت معالم الجثة بسبب التعفن حال دون التعرف عليها، لذلك أخذت عينة حمض نووى منه.

يوم آخر انتظر فيه يحيى نتيجة العينة، التى وفقا لـ  tunisienumerique، أظهرت أنها والدته بنسبة تصل إلى 99%، وما أن تأكد من هويتها، طالب أجهزة الأمن من خلال طلب رسمى للكشف عن تفاصيل جريمة القتل التى تعرضت له والدته، والبحث عن القاتل لينال جزاءه، خاصة أنها تعرفت على مصرى لا يعرفون تفاصيل عنه فى تركيا.

بعد انتهاء تشريح الجثة والتأكد من هويتها، تم تسليمها إلى نجلها والذى وافق على دفنها فى اسطنبول، مع صعوبة نقلها إلى القاهرة فى تلك الحالة، حيث تم تشييع الجنازة ودفنها فى مقبرة تدعى كيليوس، وتابعت الأجهزة الأمنية تحرياتها فى محاولة للتوصل إلى الجانى.

رغم انتشار تقارير صحفية تفيد بأن الطبيبة المصرية تعرضت للتعذيب وإلقاء ماء نار على وجهها وحلق شعرها وأظافرها، إلا أن المعلومات المنشورة من جانب الشرطة لم تكشف ذلك، كما أن صور الجثة الواردة من مكان العثور عليها، أثبتت رغم ضبابيتها وجود شعرها كما هو، ولم يتم حلقه كما ادعت تلك التقارير.

الرواية الأولى

كانت الرواية الأولى، وفقا لما نشره أصدقائها على صفحاتهم على الفيسبوك والذين دشنوا حملة باسم "دكتورة نهى - محمد على"، منهم سيدة تدعى ساندى توفيق والتى قالت عبر البوست الذى قامت بنشره: أن الدكتورة نهى أبلغتها بجانب قلة قليلة من أصدقائها المقربين أنها تزوجت من رجل يدعى محمد على مصرى الجنسية مقيم فى تركيا.

أكدت صديقتها أن الدكتورة نهى والمدعو محمد على تزوجا فى تركيا، قبل اختفائها بأسبوعين فقط، مشيرة إلى أنها قبل يوم من اختفائها الغامض حضرت حفلة فى مدرسة لأحد من أبنائه، وقامت بنشر صورة على حسابها قبل الاختفاء المفاجئ مباشرة، مطالبة بالتحقيق معه والبحث خلفه.

رواية زواجها تم تأكيدها بالفعل ولكن هذه المرة بلسان الدكتورة نهى سالم نفسها؛ حيث انتشر تسجيل صوتى لها وهى تخاطب أحد أصدقائها يدعى أحمد، أكدت له فيه أنها بالفعل تزوجت من مصرى وتقيم فى اسطنبول لكنها لم تكن تريد إعلان الأمر، لافتة إلى أنه ليست سعيدة بهذا الزواج.

وكشفت دكتورة التخدير التى تبين أنها أطلقت حملة على الفيسبوك باسم "ماترميش حاجة على الأرض"، أنها حضرت إلى زوجها بعد أن تعرفت عليه عبر الفيسبوك، لكنها اكتشفت أن حالته المادية "تعبانة جدا" على حد وصفها، حتى أنه غير قادر على دفع إيجار المنزل الذى استأجره لها.

وأكد المجنى عليها خلال التسجيل الصوتى؛ أنها رجحت أنه يريدها أن يساعدها فى المصروف، وأن تنفق عليه وعلى أولاده الأربعة، مشيرة إلى أن الصدمة الكبرى كانت فى كذبه عليها بأنه حاصل على الجنسية التركية، وهو الأمل الذى كانت تتعلق به من أجل الحصول على الإقامة.

"ضحك عليا".. هكذا وصفت نهى سالم ما تعرضت له على يد زوجها الجديد، لافتة إلى أن استخراج الإقامة بات صعبا بالنسبة لها، ولكن فى نهاية التسجيل أكدت أنها سوف تتحدث لاحقا مع الشخص المتلقى للتسجيل الصوتى، لكنها أرادت أن تخبره فقط أنها تزوجت ولكنها "مش مبسوطة".

الرواية الثانية

رواية أخرى دارت رحاها على السوشيال ميديا، حول مشكلاتها الأسرية التى تحدثت عنها بنفسها فى أحد الفيديوهات والتى كشفت فيه أنها خريجة كلية الطب جامعة الإسكندرية عام 83، وكانت تعمل طبيبة بشرية و ممارس عام فى التأمين الصحى، كاشفة أن لديها 3 أولاد رجال، ولديها منهم 4 أحفاد من ضمنهم فتاة.

وأكدت الدكتورة نهى؛ أنها لبست الحجاب من عمر 15 عاما وخلعته وهى فى سن الـ 46 عاما، مشيرة إلى أن لديها 150 صورة اسكرين شوت تلخص الرحلة الفكرية الخاصة بها، لافتة إلى أنها قامت بعمل الفيديو الذى امتد إلى نصف ساعة من أجل أن لا يقع أحد فى أخطاءها كما قالت.

كشفت الدكتورة خلال الفيديو عن أن؛ نوال السعداوى هى أمها الفكرية، وأنها ألفت كتابا يسمى "لماذا خلعت الحجاب"، وأنها بصدد إنتاج كتاب آخر يسمى "لا تكرر أخطائى"، وراحت تشرح خلال الفيديو معاناتها ومشكلاتها الأسرية مع زوجها، التى كشفت أنه ينتمى للإخوان المسلمين.

وفى الكتاب أكدت المجنى عليها؛ أن حياتها تبدلت تماما بعد قرارها بخلع الحجاب حيث انقلبت رأسًا على عقب، وعانت من العديد من المشكلات مع أولادها وانفصلت عن زوجها، وبعد إصدار الكتاب انفصلت عنها أسرتها تماما، لكنها قررت أن تستمر فى طريقها الذى لخصته فى جملة"وماترميش حاجة على الأرض".

ورغم ذلك لم تتوصل التحريات إلى أى نتيجة تكشف عن المتسبب الحقيقى وراء قتلها بتلك الطريقة وإلقاء جثتها وسط الغابات، ومن المرجح أن تكشف الأيام القادمة تفاصيل الجريمة ودوافع المتهم بارتكابها. 

اقرأ أيضا : سائق يختطف شابين ويعذبهما حتى الموت للاعتراف بجريمة لم يرتكباها

;