"الأسمرات"..نموذج للقضاء على العشوائية

"كمبوند الغلابة" يُخرٍج أبطال عالم وأطباء وحفظة قرآن.. والأهالي: "ماكناش عايشين"

إطلاق مصطلح "كمبوند الغلابة" على مشروع الأسمرات
إطلاق مصطلح "كمبوند الغلابة" على مشروع الأسمرات

مصنع ملابس عالمي وحمام سباحة لسكان الأسمرات.. ورئيس الحي: "الأنشطة ببلاش"

كان من أبرز التحديات التي واجهت مصر في بداية حكم الرئيس عبد الفتاح السيسي، هو ملف العشوائيات .. والقضاء عليه كان حلماً يستحيل تحقيقه في نظر الكثيرين، ولكن ما ظنه البعض حلماً وشعارات تلقى في وجوه المصريين، تحقق على أرض الواقع خلال السنوات العشر الأولى للحكم ..

ولم يقم الرئيس السيسي بالقضاء على العشوائيات فحسب، بل قام بنقل وتغيير نمط حياة ساكنيها، بالانتقال إلى أماكن راقية ترتقي لرؤية مصر 2030 ..

وحينما تم إطلاق مصطلح "كمبوند الغلابة" على مشروع الأسمرات، لم يأت الوصف من فراغ؛ فالحي يشبه مدينة متكاملة الخدمات لا ينقصها شىء سواء خدمات تعليمية أو صحية أو ترفيهية أو تجارية، هذا فضلا عن السكن الجديد المقام بشكل عصري ليختلف تماما عن المساكن العشوائية وجبل الدويقة الذى كان يقطنه سكان الأسمرات في السابق قبل نقلهم، وإذا عددنا من إنجازات الرئيس عبدالفتاح السسيسي طوال سنوات العشر الماضية – فلا يمكن أن نغفل أحد أهم هذه الإنجازات وتحديدا ملف العشوائيات – ذلك "عش الدبابير" الذي اقتحمته القيادة السياسية بكل جراءة وقوة لإعادة حقوق هذه الفئات من المصريين التي افتقدت الحق في السكن والخدمات والحياة الأدمية.

اليوم وبعد 10 سنوات، يمكن القول أن مصر أصبحت خالية من المناطق العشوائية الخطرة التي كانت منتشرة في كل ربوع مصر نتيجة الإهمال وعدم التخطيط الجديد خلال العقود الماضية، وجاء هذا الإنجاز بعد الانتهاء من تطوير كل هذه المناطق البالغة 357 منطقة وإقامة مساكن في ذات المناطق المطورة أو نقل ساكنهم لأخرى بديلة أو الحصول على تعويض مادي، وتأتي الأسمرات كأحد أهم وأبرز النماذج الناجحة للسكن البديل في مصر؛ ذلك المشروع الذي لاقي إشادات عدة بسبب نجاحه وليس بسبب تخطيطه الجيد ولكن بحسن إدارته والحفاظ عليه والخدمات المقدمة لسكانه، فكثيرة هي الأنشطة المتاحة لكل فئات السكان هناك ما بين ثقافية ورياضية وفنية وتعليمية.

حتى أصبح الحي وسكانه البالغون حوالي 90 ألف نسمة يقطنون في أكثر من 18 ألف وحدة سكنية – منجم للنوابغ والمواهب البارزة في كل المجالات والمراحل السنية، فمن وسط سكان الأسمرات خرجت كابتن إسراء سليمان بطلة مصر وإفريقيا والثانية عالميا في الكونغ فو وهناك أطباء وحفظة قرآن ورياضيون نابغون وغيرهم، وكل هذا بفضل الدعم الذي تقدمه الدولة لقاطني الأسمرات.

اقرأ أيضا| تطوير السوق الحضري بمحور صبري القاضي بكفر الشيخ‎

"الأخبار" قامت بجولة بين جنبات الحي الضخم وتفقدت الخدمات المتوفرة هناك كما اختلطت وسط الأهالي الذين كشفوا مستوى الخدمات المقدمة لهم وزارت عددا من منازل السكان الذين رووا تجاربهم مع الأنشطة المقدمة لهم ولأبنائهم وكيف إنها نهضت بأبنائهم ومستواهم التعليمي والرياضي وأصبحوا متفوقين دراسيا وفي كل المجالات.

وللحديث عن الحي في بداية الجولة، التقت "الأخبار" مع المهندس أحمد إبراهيم رئيس حي الأسمرات الذي تحدث، قائلا إن الحي يضم 3 مراحل؛ الأولى تشمل 167 عمارة من أرضي و5 طوابق كل منه 6 شقق، والثانية 134 عمارة ( أرضي و5 طوابق أيضا )، والمرحلة الثالثة والأخيرة تضم 124 عمارة ولكن هذه المرحلة بارتفاع أرضي و9 طوابق.

وذلك بإجمالي 18 ألفا و300 وحدة سكنية وتم تسكينها بالكامل وهذا بخلاف 504 محلات أسفل العمارات، موضحا إنه بدأ العمل في الحي في 2014 وتم تسكين أول أسرة في نهاية يونيو 2016 وأغلب الأسر المنقولة من أحياء السيدة زينب ومصر القديمة والخليفة ومنشية ناصر وغرب مدينة نصر ودار السلام وباب الشعرية ومثلث ماسبيرو والجمالية بخلاف الأسر التي تعرضت مساكنها للانهيار في حوادث مختلفة.
وعن الخدمات المقدمة لسكان الحي.

أوضح رئيس حي الأسمرات أن الحي يضم 13 حضانة و4 مدارس تعليم أساسي ومدرستين تكنولوجيا تطبيقية ومدرسة كفاية انتاجية ومجموعة فصول تعليم مزدوج، فضلا عن الخدمات الطبية ومنها مكتب صحة و5 مراكز طبية منها مركز على مدار الساعة، بجانب 10 مصانع أسفل العقارات بطاقة عمالة ما بين 80 – 120 عاملا وكلها لمهن وأنشطة غير مقلقة.

وهذا بخلاف نقطة إطفاء وأخرى شرطية وشهر عقاري ومكتب بريد وقصر ثقافة ومكتب تموين و3 مناطق رياضية تضم 3 ملاعب ومكتب مكافحة إدمان، مشيرا إلى إنه مؤخرا تم افتتاح المصنع الذي صدق عليه الرئيس السيسي خلال الإفطار الذي شاركه مع الأهالي في رمضان قبل الماضي وهو مصنع ملابس لماركة عالمية شهيرة ومكون من أرضي ودورين ويضم 600 فرد من العمالة وأغلبهم من السيدات.

وبالنسبة للأنشطة المقدمة للأهالي، أشار المهندس أحمد إبراهيم إلى أن هناك ورشا فنية تقدمها قصور الثقافة بجانب إتاحة الملاعب لكل الراغبين من 4 إلى 12 مساءً مع توفير مدربين متخصصين ومجانا بل يتم توفير أطقم رياضية للاعبين مجانا حيث يتم ممارسة كرة القدم للرجال والسيدات والكيك بوكسينج والملاكمة والكونغ فو والكاراتيه كما جاري إنشاء حمام سباحة في المدينة.

كما يتم توفير فصول محو أمية بواقع 84 فصلا بطاقة 160 دارسا لكل منها ونجحت حتى الآن في محو أمية 1271 فردا، موضحا إنه يجري عمل بحث اجتماعي لكل أسرة بشكل دوري لزيادة شريحة المستفيدين من تكافل وكرامة حيث هناك 2400 أسرة مستفيدة من سكان الحي بجانب 10 آلاف أسرة تستفيد من التموين، مشيرا إلى أن هناك أنشطة صيفية توفرها قصور الثقافة كما يستهدف استفادة 5 آلاف طفل من المعسكرات التي يقيمها المجلس القومي للمرأة.

وقادتنا جولتنا إلى لقاء عدد من الأسر من سكان الأسمرات، فتقول نجلاء عبدالحميد "موظفة بمكتب حسابات" وزوجها طلبة شعبان "موظف" ولديهما من الأبناء ثلاثة، أن المستوى الاجتماعي مختلف تماما عن منطقتهم السابقة "الدويقة" من حيث الخدمات، وأن ابناءها متفوقون دراسيا فشروق في الإعدادية وتمارس العديد من الأنشطة في النادي وقصر الثقافة، والتي التقطت أطراف الحديثة قائلة: "أشارك في المبادرة التي أطلقها الرئيس السيسي موخرا "جيل جديد" بجانب تقديم الكثير من الاستعراضات أمام وزيرة الثقافة فضلا عن ممارستها رياضة الكونغ فو بل وحصلت فيها على عدد من البطولات على مستوى الجمهورية كما تشارك في المكتبة العامة وقصر الثقافة، ومؤخرا شاركت في مشروع عمل اسمه البوصلة وحقق نجاحا كبيرا في تقديم الدعم النفسي وتحقيق الثقة بالنفس للأهالي، وهنا كل الخدمات والأنشطة بجانبنا ولا نحتاج للتوجه لأماكن أخري فكل الخدمات متوفرة".

أما فاطمة عبد العليم فقالت إنها انتقلت مع زوجها عيد أحمد من الدويقة منذ 7 سنوات ولديهما من الأبناء آيات وأميرة وسيد، ومع انتقالنا تغيرت حياتنا من العيش وسط القمامة والعشوائية للجلوس في النوادي وحضور الحفلات الفنية لنشاهد ما لم نكن نتخيله أو كنا نشاهده في التليفزيون فقط، وقالت إن ابنتها ونجلها استفادا أقصى استفادة من الأنشطة المقدمة كالندوات والرحلات والحفلات وورش العمل، وأوضحت أن الحي وفر لهم ممارسة مهنة الخياطة التي تعمل بها فأصبحت تعمل في 3 مصانع في آن واحد، وكشفت إنها استطاعت محو أميتها من خلال الفصول التي يقدمها الحي للأهالي، موجهة رسالة للرئيس السيسي: "ربنا يبارك لك.. عملتلنا حاجات ماكناش نحلم بيها.. إحنا ماكناش عايشين".

بينما التقت "الأخبار" سهام عطا الله "ربة منزل" فقالت إنها تعيش مع زوجها أحمد محمد "عامل " منذ انتقالهما من الدويقة ولديهما من الأبناء محمد وجنا ومروان في مراحل تعليمية بين ابتدائي وإعداد وثانوي عام، وأوضحت أن الحي وفر الكثير من الأنشطة التي مارسها ابناؤها وخاصة الرياضية منها، قائلة للرئيس السيسي: "شكرا على توفيرك لحياة أدمية راقية".