مفاجآت في حياة السفاح| ظهور طليقته كشفت أسرار جديدة حول شخصيته

صورة موضوعية
صورة موضوعية

■ كتب: محمد عطية

مازالت تتوالى المفاجآت في قضية «كريم سليم» والمعروف لنا جميعًا الآن بـ «سفاح التجمع»؛ حيث ظهرت طليقته تستغيث بل وفجرت مفاجأة أن والدته هي السبب بل وطالبت بابنها الذي حرمت منه قرابة الـ 3 سنوات تقريبًا، وظهرت العديد من المفاجآت أثناء اعترافات المتهم، وتم الكشف عن حياته السابقة، تفاصيل أكثر إثارة سوف نسردها، كما نكشف لكم الضحية الناجية من سفاح التجمع داخل السطور التالية.

بمجرد انتشار الأخبار عن سقوط وضبط «كريم سليم» والمعروف إعلاميًا بسفاح التجمع، ظهر منشور لفتاة تتهم والدة «كريم» انها السبب الرئيسي في الجرائم التي ارتكبها «كريم» حيث نشرت نصًا: «ابنك القاتل المتسلسل وأنا الوحيدة التي استطاعت الهرب منه»، واضافت متسائلة: «أين ابني الذي اختطفتموه مني»؟! تبين أن تلك الفتاة صاحبة المنشور المثير هي «لبنى» طليقة «كريم» ووالده «ز» هي فتاة في منتصف عقدها الثالث من العمر تحمل الجنسية المصرية والأيرلندية، حيث تعرف عليها المتهم أثناء ما كان يعمل في مجال رسم «التاتو» في مدينة الغردقة وتعرف عليها هناك، ثم نشأت بينهما علاقة حب وعرفت أنه كان متزوجا منذ فترة وزوجته توفيت اثر أزمة قلبية، ثم اقتربا من بعضهما أكثر حيث شاركها «كريم» في مشروع لرسم الوشوم إلا أنه لم يمض كثيرًا فيه وبات الفشل هو نهاية المشروع، لكن علاقتهما أصبحت أقوى لتنتهي بالزواج ثم يتوجهان للعيش في إحدى المحافظات حيث أن «لبنى» وجدت عملا بإحدى المدارس الخاصة هناك.

 حاولت وقتها أن تسحب «كريم» معها لتعليم اللغة الإنجليزية التي يتقنها بشكل كبير كنوع من زيادة الدخل لهما كون أنه لا يعمل وقتها وبالفعل نجحت في ذلك، لكن لم يستمر «كريم» كثيرًا وتركها لكثرة افتعال المشكلات بجانب أن  المدرسة استغنت عنه بسبب تعاطيه للمخدرات، رغم كل ذلك مرت الأيام بينهما في حب ومودة حتى حملت منه، إلا أن الحياة بينهما انقلبت رأسًا على عقب خصوصًا بعدما أصبح «كريم» يصرف أمواله ويأخذ منها أموالا كونه أصبح يتعاطى المواد المخدرة بشراهة أكثر من الأول ، بل وظهرت له ميول شاذة وغريبة كتصوير «لبنى» أثناء العلاقة الحميمة، حتى باتت الحياة بينهما شبه مستحيلة فبدأت «لبنى» تفقد وزنها بسبب مشاجراتها الدائمة ومعاناتها النفسية مع «كريم» التي وصلت في بعض الأحيان بالتعدي عليها أكثر من مرة، وعندما فاض بها الكيل حاولت تدخل الأهل للانفصال دون أي مشكلات لكنه هددها وقتها بالقتل لو فكرت في الأمر مرة أخرى، لكنها هربت برفقة ابنها خوفًا من قتلها إلا انه لم يصمت بل وهددها في حالة عدم ظهورها وعودتها له سيتهمها بالزنا مستغلاً صورها الخاصة واتهمها بخيانته مع شخص آخر، وبالفعل رفع ضدها قضية زنا، لكنها نجحت في الحصول على البراءة في تلك القضية، إلا أن بعد مدة من الزمن تواصل معها والد «كريم» وطلب منها المساعدة برؤية نجله ووافقت على طلبه لكنه أخذ ابنها ولم يرده إليها مرة أخرى، بالإضافة أن «كريم» عرف وقتها مكان اختبائها وعاد لمطاردتها من جديد، فهربت إلى مسقط رأسها ايرلندا ومن هناك رفعت قضية للطلاق منه.

◄ اقرأ أيضًا | أسرار سفاح التجمع.. عوالم خفية وقصص مرعبة وموتى مطلوبون للشهادة

◄ جرائمه
بداية القضية المدونة حاليًا برقم 296 لسنة 2024، كانت أثناء مباشرة رجال شرطة بورسعيد عملهم تلقوا بلاغا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء بورسعيد بالقرب من أحد المستشفيات جنوب بورسعيد، سرعان ماتحرك رجال المباحث إلى موقع البلاغ وبالفحص تبين أن الجثة لفتاة من مواليد 1997 وبها آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسجحات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج. في الوقت نفسه تلقى رجال شرطة الإسماعيلية بلاغا مماثلا بالعثور على جثة فتاة مجهولة الهوية ملقاة بصحراء الإسماعيلية؛ حيث انتقل رجال المباحث لمكان الجثة، وبالفحص تبين لهم آثار «خنق حول الرقبة» وأن السبب المرجح هو»إسفكسيا الخنق»، بجانب وجود آثار تعذيب وسحجات مختلفة مثل الكدمات والخدوش والجروح وآثار ضرب بكرباج.

في ذات اللحظة وبعد ورود بلاغين مماثلين لكل مديرية امن، ظن رجال المباحث أنهم من المحتمل أن يكونوا أمام قاتل واحد ارتكب الجريمتين خصوصًا أن علامات القتل والتعذيب قريبة لبعضهما البعض، سريعا وجهت الأجهزة الأمنية جهودها وكثفت التحريات للكشف عن تفاصيل الوقائع وتحديد حجم الجرائم التي ارتكبها القاتل والكشف عن هويته وسرعة ضبطه، وبتتبع كاميرات المراقبة وجمع المعلومات والسير في تفاصيل الحادث لكشف خيوط الجريمة؛ تمكن رجال الشرطة من الوصول لمعلومة مهمة وهي أن القاتل يدعى «كريم» وهو وراء ارتكاب تلك الجرائم وانه كان يستدرج ضحاياه من النساء من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والكافيهات والملاهي الليلية، وكانت لديه ممارسات سادية معهن، ويعيش بشقة استأجرها داخل العمارة رقم 279 داخل كمبوند شهير بالتجمع الخامس في منطقة القاهرة الجديدة التابعة لمحافظة القاهرة؛ لتنفيذ جرائمه الجنسية التي وصلت للقتل.

كشف المستور

 وبالتواصل مع مديرية أمن القاهرة، شكلت أجهزة الأمن فرق بحث من مديريات أمن القاهرة والإسماعيلية وبورسعيد بالتنسيق مع قطاع الأمن العام بوزارة الداخلية لعمل فريق بحث، وعلى الفور تم الانتقال إلى الكمبوند وبتفريغ الكاميرات المتواجدة بالكمبوند في محاولة للكشف عن هويات المترددات على المتهم، وبإجراء باقي التحريات التي كانت على مدار الساعة وإعداد عدة كمائن ثابتة ومتحركة تمكن رجال الشرطة من ضبط المتهم وبمواجهته اعترف بارتكاب تلك الجرائم تبين أن المتهم كان على علاقة عاطفية بإحدى ضحاياه وعندما انفصلت عنه سعى للانتقام منها، كما اعترف أنه كان يمارس العلاقة المحرمة مع ضحاياه قبل قتلهن، ثم يحمل جثث الضحايا داخل شنطة سفر ووضعها في سيارته، ثم يتوجه إلى مطعم لتناول وجبة سمك، بعد الانتهاء من تناول وجبته يتوجه بسيارته إلى الطريق الصحراوي ويلقي بجثث ضحاياه هناك وبعد ذلك يعود إلى شقته، وباقتياده لموقع الجريمة وأثناء المعاينة التصورية غافل قوة التأمين ونجح في الهروب باستخدام إحدى السيارات؛ حيث اختبأ بإحدى الحدائق العامة بمنطقة عين شمس بالقاهرة، لكن قوات الأمن طاردته على الفور وتمكنوا من ضبطه خلال فترة قصيرة، وتم اقتياده إلى ديوان القسم، وبفحص هاتفه المحمول عثر على العديد مم مقاطع فيديوهات مصورة لممارسة الرذيلة مع ضحاياه وأعمال العنف ضدهن وكذلك تصويرهن بعد قتلهن.

 

اتضح من مقاطع الفيديو وجود علامات لتعاطي المواد المخدرة، وكن متجردات تماما من ملابسهن، وهناك آثار كدمات وجروح وخدوش، تحرر محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة التي بدأت بالتحقيق معه في تلك الجرائم، في الوقت نفسه انتقل فريق من النيابة العامة إلى الكمبوند الذي شهد تلك الجرائم، لإجراء المعاينات، كما أمرت بانتداب خبراء المعمل الجنائي لفحص مسرح الحادث وانتداب الطبيب الشرعي لتشريح جثتي الفتاتين اللتين عثر عليهما في محافظتي بورسعيد والإسماعيلية لتحديد أسباب الوفاة وتوقيتها وكيفية حدوثها ونوعية أداة القتل المستخدمة كما أغلقت الشقة حتى انتهاء التحقيقات، وتولى فريق الأدلة الجنائية رفع الآثار البيولوجية والبصمات الموجودة في مسرح الجريمة لتحديد أسماء المترددين عليها، وكلفت المباحث الجنائية بسرعة إنهاء التحريات، كما يجري البحث والتحري حول الجثث مجهولة الهوية التي عثر عليها خلال العامين الماضيين منذ بدء سفاح التجمع ارتكاب جرائمه، كما أمرت النيابة العامة بحبس المتهم احتياطيًا، وجار استكمال التحقيقات للكشف عن المزيد من تفاصيل الجرائم، ومعرفة ما إذا كان هناك ضحايا آخرون.

 

 

;