طلة الصباح

حرق البشر.. سياسة أم أيديولوجية؟!

فوزى مخيمر
فوزى مخيمر

بعد خمسة وسبعين عامًا من القصف الذرى، كان سكان هيروشيما بمن فيهم الناجون من القنبلة، وبناءً على تجربتهم، يناشدون العالم من أجل إلغاء الأسلحة النووية مع الإصرار على عدم تكرار مأساة الحرب النووية أبدًا.

ورغم بشاعة الجرم الأمريكى فى حرق البشر، الذى لم ولن تنساه البشرية، تتكرر نفس المأساة الإنسانية من قبل إدارة بايدن يوم الأحد 26 مايو 2024م، بحرق المئات من سكان غزة فى خيام المشردين من بيوتهم والفارين من ضربات الطيران الأمريكى نيابة عن المحتل الإسرائيلى، وليرى العالم ألسنة اللهب تلتهم الخيام بمن فيها من البشر الآمنين، وينتفض الضمير الإنسانى والأحرار ومحبو السلام فى العالم ضد هذا الجرم.

هذه البشاعة والجرم الأمريكى الإسرائيلى المشترك، تؤصله وتؤرخ له شبكة (سى إن إن الإخبارية الأمريكية) من خلال تحليل أجرته الشبكة جاء فيه: أنه تم استخدام ذخائر مصنوعة فى أمريكا فى الغارة الإسرائيلية الدامية على مخيم للنازحين فى رفح يوم الأحد 26 مايو، وبطائرات أمريكية الصنع.

وبحسب تحليل (سى إن إن) لفيديو من مكان الحادث، ومراجعة أجراها خبراء الأسلحة المتفجرة، فإن (ذيل قنبلة أمريكية الصنع) صغيرة القطر من طراز (جى بى يو-39)، وهى قنبلة منزلقة موجهة بدقة، زنة 110 كيلوجرامات.

وطبقًا للشبكة الإخبارية الأمريكية، أظهر الموقع الجغرافى خيامًا مشتعلة بالنيران فى أعقاب الغارة على مخيم النازحين داخليًا المعروف باسم (مخيم السلام الكويتى 1).

ولقى ما لا يقل عن 70 شخصًا قتلوا حرقًا وإبادة وأصيب أكثر من 600 آخرين بعد اندلاع الحريق فى أعقاب الغارة الإسرائيلية على مشارف مدينة رفح فى أقصى جنوب قطاع غزة، معظمهم من النساء والأطفال، وشوهدت الجثث المحترقة، بما فى ذلك جثث الأطفال، أثناء قيام رجال الإنقاذ بسحبها من تحت الأنقاض.. فهل أصبح حرق البشر سياسة أم إيديولوجية؟!