مطاردة جماعة الإخوان فى فرنسا ودول أوروبية جعلها تغير بوصلتها تجاه إفريقيا وآسيا

جماعة الإخوان الإرهابية
جماعة الإخوان الإرهابية

أيمن‭ ‬فاروق‭ ‬

  جماعة الشر أو كما يلقبونها بجماعة الإخوان، تواجه ضربات متتالية ليس في أوروبا فقط ولكن في العالم أجمع، إجراءات غير مسبوقة تستهدف هذا التنظيم الإرهابي، وتتبع مصادر التمويل للجماعة الإرهابية، وكشف خفاياها وتقليصها، وإعادة تطوير المنظومة التشريعية لتتناسب مع آليات مواجهته، إضافة إلى التحقيقات مع الجماعة حول أنشطتها المتطرفة والإرهابية، كل ذلك نظرا للمخاطر التي تهدد أوروبا، وكما شاهدنا اختفاء وانحسار الجماعة في معظم البلدان التي لفظتها، خلال العشر سنوات المنصرمة، التراجع يجسد مؤشرات عديدة، بدءًاً من خسارة الجماعة الإرهابية شعبيتها واستحقاقات في بلدان كان لها تواجد لكن نتيجة إرهابها وادعاءاتها، مرورًا بثورات أطاحت بهذا التنظيم الذي لا يؤمن بالأوطان، ونهاية إلى تلاشي تأثيرها السياسي في الكثير من البلدان، فنجد أن فرنسا وألمانيا حتى انجلترا دول اتخذت إجراءات صارمة وحاسمة ضد ما يسمى جماعات الإسلام السياسي «المتطرفة»، وأخذوا في مواجهة أفكار هذه التنظيمات وبالتحديد جماعة الإخوان، حيث أنهم أدركوا أن هدفهم لا يتوافق وسياسات دولهم، لينقلب السحر على الساحر، وما كان يحدث بالأمس القريب في المنطقة العربية تتذوقه تلك الدول التي كانت تدعم جماعة الشر.. وفي هذا التقرير نرصد أوضاع جماعة الإخوان الإرهابية في أوروبا والعالم أجمع، وسبب محاربتها في دول أوروبية مثل فرنسا وألمانيا ومؤخرا انجلترا.

أدوات جماعة الإخوان الإرهابية للوصول لأهدافها الخبيثة وما يعتقدونه حول إعادة الخلافة، عانت وقاست منه دول عربية وأيضا افريقية كثيرة ولا تزال تلك الدول تدفع فاتورة ما قامت به جماعة الشر، سواء اقتصادي أو تنموي وغيره، ونجحت دول عديدة في لفظ جماعة الشر وطرد تنظيمها الذي يتبع الإرهاب كأسلوب حياة، ومع فشل جماعة الإخوان الإرهابية في تنفيذ مخططها في المنطقة، بدأت تتحول ناحية أوروبا، وبمرور الوقت اكتشفت دول أوروبية حقيقة جماعة الإخوان الإرهابية، وكانت آخر تلك الدول، فرنسا، إذ عُقد مؤتمر بإحدى مدن فرنسا حول جماعة الإخوان وأهدافها، أكد خلاله المشاركون أنها تعمل على إقامة «خلافة في أوروبا» باستخدام القوى الناعمة بديلا عن الإرهاب، وجاء انعقاد هذا المؤتمر، في وقت تفتح فيه باريس تحقيقًا في نشاط تنظيم الإخوان على أراضيها وسط الاتهامات التي تلاحقها بالعمل على تقويض مبادئ الجمهورية ونشر الفكر المتطرف.

ولفت المشاركون في المؤتمر إلى مخاطر التنظيم على أوروبا من خلال تركيزه على الأساليب القانونية بدلا من الأساليب «الإرهابية»، كما قال الدكتور لورنزو فيدينو خلال المؤتمر؛ إن جماعة الإخوان هي شبكة اجتماعية، توحدها روابط أيديولوجية واقتصادية، وتتلقى تمويلا كبيرا من بعض الدول، وترغب في إقامة «خلافة عالمية»، وبالتطرق إلى تناول وسائل الإعلام والصحافة الفرنسية للمؤتمر؛ فقد تساءلت صحيفة لو جورنال دو ديمانش الفرنسية، كيف أن المؤتمر الذي نظمته جمعية الدفاع عن الجمهورية جمع مجموعة واسعة من خبراء الإسلام السياسي في بلدة سان أوين سور سين الفرنسية، وجميعهم اتفقوا على أن تنظيم الإخوان يسعى لإقامة خلافة في أوروبا عبر القوى الناعمة.

كما عرض خلال المؤتمر، فهم رؤية واستراتيجيات أولئك الذين يسعون إلى فكرة الخلافة العالمية وغزو الدول بها، باستراتيجيات تتكيف مع كل سياق وطني، ليس هذا فحسب بل قالت فلورنس بيرجود بلاكلر؛ الأكاديمية تلقت تهديدات بالقتل بسبب بحثها حول نمو الإخوان، وأن الجماعة أقلمت أدواتها مع طبيعة المجتمعات الأوروبية لتحقيق أفكارها.

وعن الإجراءات الرسمية تجاه جماعة الإخوان الإرهابية، فقد كلف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مؤخرا، بإعداد تقرير حول الإسلام السياسي والإخوان لمناقشته في الخريف.

وأكد وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانين؛ أنه يريد «القتال ضد جماعة الإخوان»، لأنه على الرغم من أنها لا تستخدم الإرهاب، فإنها تستخدم أساليب أكثر ليونة، وتعمل بفاعلية من أجل تحويل جميع شرائح المجتمع تدريجيا إلى أفكارها المتطرفة.

يذكر أن منذ عام 2019، زاد عدد أعضاء الإخوان في فرنسا من 50 ألفا إلى 100 ألف عضو، والدليل على تغلغلها في الحياة الفرنسية واضح في كثير من مناحي الحياة بالمجتمع الفرنسي، وذلك نتيجة لهروبهم من بلادهم نتيجة ما يمارسونه من إرهاب وتطرف، فلجأوا إلى أوروبا كي تكون أرضًا خصبة لأفكارهم.

جماعة الإخوان لم تقف عند الهجرة والتواجد في الدول الأوروبية لكنها وكعادتها تسعى لأن تلعب دورًا خبيثًا لتحقيق أهدافها الشيطانية متى تواجدت، فنجدها اخترقت مؤسسات أوروبية رئيسية عديدة، فنجد منتدى المنظمات الشبابية والطلابية الإسلامية الأوروبية، وهي مجموعة لها علاقات قوية مع جماعة الإخوان قد تلقت تمويلا من المفوضية الأوروبية، وتم الترحيب بأعضائها في البرلمان الأوروبي، مما أثار استهجان وغضب الرأي العام الأوروبي.

نفوذ الإخوان

وعن التطورات الحالية والمستقبلية للجماعة الإرهابية؛ فإن مؤشر تريندز أكد على أن نفوذ وتأثير جماعة الإخوان على المستوى الدولي وصل إلى أقصاه أثناء ما يسمى بـ»الربيع العربي»، إلا أنها منذ مطلع عام 2012 بدأت الجماعة تفقد عناصر نفوذها وقوّتها، على المستويات السياسية والاقتصادية والمجتمعية والإعلامية كافة، وفي كل المناطق الجغرافية محل الرصد والدراسة، وبالتحديد في الفترة بين عامي 2021 و2023، موضحا أن التغيرات التي شهدتها الجماعة في تلك الفترة أدت إلى تناقص مجموع القوة الشاملة للإخوان من 64% في عام 2021، وإلى 49.3% في 2022، وإلى 48% عام 2023، متوقعًا استمرار الجماعة في فقدان المزيد من قوتها وتأثيرها خلال العام الجاري.

وأشار البروفيسور باتريس برودور، الأستاذ المساعد في جامعة مونتريال بكندا؛ إلى أنه بين عامي 2021 و2023، انخفض مؤشر نفوذ الجماعة السياسي والأمني من 64% إلى 48%،  بل إن مؤشر النفوذ الاقتصادي للإخوان انخفض من 89.2% إلى 60.4%، فيما انحسر مؤشر النفوذ الإعلامي من 70.3% إلى 46.6%، بينما تراجع مؤشر النفوذ المجتمعي من 77.5% إلى 61.8%.

وأوضح البروفيسور برودور؛ أنه حدثت إعادة توزيع لقوة نفوذ جماعة الإخوان الإرهابية بين المناطق الجغرافية في عام 2023 بشكل مختلف عن تقرير مؤشر عام 2021، مشيرًا إلى أنه بينما انتقلت قوة نفوذ وتأثير الإخوان من الأمريكيتين إلى آسيا، اضمحلت قوة الجماعة في العالم العربي وأوروبا لصالح صعودها في افريقيا؛ ففي القارة السمراء، كان الواقع شاهدا عليه؛ حيث نجحت جماعة الإخوان الإرهابية  في تأسيس وجودها وتعزيزه في جنوب افريقيا، حتى أنها انشأت مكتبا لرابطة الإخوان المصريين بالخارج في هذه الدولة، وهو واحد من 12 مكتبا للرابطة، تعمل بوصفها كيانا إداريا وتنسيقيا يتولى مسؤوليات التسكين والرعاية والإشراف على شؤون الإخوان المصريين الذين انتقلوا إلى خارج مصر، سواء للعمل أو القيام بمهمات تنظيمية للجماعة، والتي تُعرف في أوساطها بالمهام الدعوية، ويُفرض على الأعضاء بالجماعة الإرهابية في البُلدان التي توجد بها مكاتب للرابطة أن يعملوا تحت قيادتها.

جماعة الإخوان الإرهابية كونت شبكة واسعة من الجمعيات والمراكز الإسلامية، كما دشنت استثمارات خاصة بها وافتتحت مصنعا يبلغ قيمته السوقية نحو 2 مليون دولار أي ما يزيد على 38 مليون راند جنوب أفريقي، فضلا عن امتلاكها مجموعة من الاستثمارات العقارية وغيرها.

اقرأ أيضا : ضربة جديدة لـ«لإرهابية» .. الأردن يغلق قناة اليرموك التابعة للإخوان لبثها بدون ترخيص

 

 

;